السورة التي يذكر فيها يس
صلىاللهعليهوسلم
قوله تعالى : (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) [١١] قال : من عبد الله في سره أورثه اليقين ، ومن عبد الله بصدق اللسان لم يستقر قلبه دون العرش ، ومن عبد الله بالإنصاف كانت السماوات والأرض في ميزانه. قيل : وما الإنصاف؟ قال : الإنصاف أن لا تتحرك جميع أعضائك إلا لله ، ومتى طالبته برزق الغد فقد ذهب إنصافك ، لأن القلب لا يحمل همين ، والإنصاف بينك وبين الخلق أن تأخذ بالفضل ، فإذا طلبت الإنصاف فلست بمنصف. وحكي عن يحيى وعيسى عليهماالسلام أنهما خرجا يمشيان ، فصدم يحيى امرأة ، فقال له عيسى : يا ابن خالتي ، لقد أصبت اليوم خطيئة ، ما أرى الله يغفرها لك. قال : وما هي؟ قال : صدمت امرأة. قال : والله ما شعرت بها. قال عيسى : سبحان الله ، بدنك معي ، فأين قلبك؟ قال : معلق بالعرش ، ولو أن قلبي اطمأن إلى جبريل صلوات الله عليه طرفة عين ، لظننت أني ما عرفت الله عزوجل.
قوله : (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي) [٢٢] وسئل عن خير العبادات فقال : الإخلاص لقوله : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البينة : ٥] ولا يخلص العمل لأحد ، ولا تتم عبادته وهو يفر من أربع : الجوع والعري والفقر والذلة ، وإن الله تعالى استعبد الخلق بهذه الثلاث : العقل والروح والقوة ، وإذا خاف على اثنين منها ، ذهاب عقله وذهاب روحه ، تكلف لها بشيء ، وأما القوة فلا يتكلف لها ولا يفطن لها ، وإن صلى جالسا.
قوله : (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ) [٦٦] قال : يعني ولو نشاء لفقأنا أعين قلوبهم التي يبصرون الكفر وطريقه ، فيبصرون طريق الإسلام ، ولا يبصرون غيره ، (فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) [٦٦] طريق الإسلام ، ولم يفعل ذلك.
قوله : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) [٦٩] قال : هو الذكر والتفكر.
والله سبحانه وتعالى أعلم.