السورة التي يذكر فيها الطلاق
قوله تعالى : (ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [٢] قال : لا يقبل الموعظة إلا مؤمن ، والموعظة ما خرجت إلا من قلب سليم ، لا يكون فيه غل ولا حقد ولا حسد ، ولا يكون فيه حظ.
قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [٢ ـ ٣] قال : التقوى التبري من الحول والقوة ، والأسباب كلها دونه بالرجوع إليه يجعل له مخرجا مما كلفه بالمعونة والعصمة من الطواف فيها (١). ولا يصح التوكل إلا للمتقين ، ولا تصح التقوى إلا بالتوكل (٢) ، لذلك قال الله تعالى : (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [٣].
قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [٣] قال : يعني من يكل أموره إلى ربه فإن الله تعالى يكفيه مهم الدارين أجمع. وقال أبو الحسن عمر بن واصل العنبري : سمعت سهلا يقول : دخلت البادية سبعة عشر مرة بلا زاد من طعام ولا شراب ولا هميان ولا ركوة ولا عصي فلم أحتج إلى شيء آكله إلا وهو معدّ لي ، فقربت من البادية ذات كرة ، فدفع إلي رجل درهمين صحيحين ، فوضعتهما في جيبي ومضيت ، فسرت مدة فلم أجد شيئا ، فضعفت وجعلت أقول في نفسي : ما الذي أحدثت حتى حبس عنك معلومك؟ فسمعت صوتا من الهوى يقول : اطرح ما في الجيب يأتك ما في الغيب. فتذكرت أن في جيبي درهمين ، فأخرجتهما ورميت بهما ، فلم أسر هنيهة حتى أبصرت رغيفين بينهما عسل ، كأنهما أخرجا من التنور ساعة ، وعدت إلى ما كنت عليه.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________________
(١) في تفسير القرطبي ١٨ / ١٦٠ ورد أن التستري قال في تفسير هذه الآية : (ومن يتق الله في اتباع السنة يجعل له مخرجا من عقوبة أهل البدع ، ويرزقه الجنة من حيث لا يحتسب).
(٢) الحلية ١٠ / ١٩٢ ؛ وتقدم هذا القول في تفسير الآية (٨١) من سورة النساء.