السورة التي يذكر فيها التحريم
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) [٦] قال : يعني بطاعة الله واتباع السنن.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) [٨] قال : التوبة النصوح أن لا يرجع ، لأنه صار من جملة الأحبة ، والمحب لا يدخل في شيء لا يحبه الحبيب (١). وقال : علامة التائب أن لا تقله أرض ولا تظله سماء إلا هو متعلق بالعرش وصاحب العرش ، حتى يفارق الدنيا ، ولا أعرف في هذا الزمان أقل من التوبة ، إذ ليس منا أحد أتاه ملك الموت إلا ويقول : دعني أفعل كذا وكذا ، دعني أتنفس ساعة. ثم قال : إن التائب المخلص ولو مقدار ساعة ، ولو مقدار نفس واحد قبل موته ، يقال له : ما أسرع ما جئت به صحيحا ، وجئنا حيث جئت.
قوله : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَ) [٨] قال : لا يخزيه في أمته ، ولا يرد شفاعته. ولقد أوحى الله تعالى إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : إن أحببت جعلت أمر أمتك إليك. فقال : يا رب أنت خير لهم مني. فقال الله تعالى : إذا لا أخزيك فيهم (٢).
قوله عزوجل : (يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) [٨] فقال : لا يسقط الافتقار إلى الله عزوجل عن المؤمنين في الدنيا ولا في العقبى ، هم في الجنة أشد افتقارا إليه ، وإن كانوا في دار العز والأمن والغنى لشوقهم إلى لقائه ، (يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) [٨] وارزقنا لقاءك ، فإنه منوّر الأنوار وغاية الطلاب.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________________
(١) في تفسير القرطبي ١٨ / ١٩٩ ورد أن التستري قال في تفسير هذه الآية : (هي التوبة لأهل السنة والجماعة ، لأن المبتدع لا توبة له ، بدليل قوله صلىاللهعليهوسلم : أحجب الله على كل صاحب بدعة أن يتوب).
(٢) قوت القلوب ١ / ٣٧٦.