السورة التي يذكر فيها الضحى
قوله تعالى : (وَالضُّحى) [١] قال : هو نفس الروح في الباطن.
(وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) [٢] يعني نفس الطبع إذا سكن إلى نفس الروح في إدامة الذكر إلى الله تعالى.
قوله تعالى : (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) [٤] قال : ادخرت لك من المقام المحمود ومحل الشفاعة خيرا مما أعطيتك في الدنيا من النبوة والرسالة.
قوله تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) [٦] قال : يعني ألم يجدك فردا فآواك إلى أصحابك.
(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) [٧] قال : أي وجدك لا تعرف قدر نفسك فعرفك قدرك ، ووجدك ضالا عن معاني محض مودتك فسقاك من شراب مودته بكأس محبته ، فهداك إلى معرفته ، وخلع عليك خلع نبوته ورسالته ليدل بهما على قربه ووحدانيته. قال : وفيها وجه آخر : ووجدك نفسك نفس الطبع فقير إلى سبيل المعرفة.
(وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) [٨] قال : وجد نفسك حيرانة والهة إلى المعرفة بنا ، فقيرة إليها ، فقوى نفس روحك فأغناها بالقرآن والحكمة. وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليس الغنى كثرة العرض ، إنّما الغنى غنى النفس» (١).
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) [٩] فقد ذقت طعم اليتيم. قال : ووجه آخر : فقد علمت موقع اللطف من قلب اليتيم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________________
(١) مسند إسحاق بن راهويه ١ / ٣٣٢.