رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إلينا عهدا فقال : «ليكن بلغة أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب» (١) ، وحولي هذه الأوساد ـ جمع وسادة ـ وإنما كان حوله لحافه ومطهرته وجفنته. فقال سعد : يا أبا عبد الله ، اعهد إلينا عهدا نأخذه بعدك. فقال : يا سعد ، اذكر الله تعالى عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت ، وعند يدك إذا أقسمت (٢).
والله سبحانه وتعالى أعلم.
السورة التي يذكر فيها التغابن
قوله تعالى : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [٢] هل وافق العمل الطبع والخلقة.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) [١٤] قال : من حملك من أزواجك وأولادك على جمع الدنيا والركون إليها فهو عدو لك ، ومن حثك على بذلها وإنفاقها ، وذلك على القناعة والتوكل فليس بعدو لك.
وحكي عن الحسن أنه قال : يا ابن آدم ، لا يغرنك من حولك من السباع الضارية ابنك وحليلتك وكلالتك وخادمك ، أما ابنك فمثل الأسد في الشدة والصولة ، ينازعك فيما في يدك ؛ وأما حليلتك ، فمثل الكلبة في الهرير والبصبصة ، تهر أحيانا وتبصبص أحيانا ؛ وأما كلالتك ، فو الله لدرهم يقع في ميراث أحدهم ، أحب إليه من أن لو كنت أعتقت رقبة ؛ وأما خادمك ، فمثل الثعلب في الحيل والسرقة.
وأقول لك يا ابن آدم ، اتق الله ، فلا توقر ظهرك بصلاحهم ، فإنما لك خطوات إلى منزلك القابل لأربعة أذرع في ذراعين ، فإذا وضعوك هناك انصرفوا عنك وصرفوا النيات ، وضربوا الدفوف ، وضحكوا بالقهقهة ، وأنت تحاسب بما في أيديهم.
قوله تعالى : (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) [١٥] قال : إن أعطاك الله المال تشاغلت بحفظه ، وإن لم يعطك تشاغلت بطلبه ، فمتى تتفرغ له.
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
__________________
(١) سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٧٤ (رقم ١٤٠٤) ؛ والمستدرك على الصحيحين ٤ / ٣٥٣.
(٢) شعب الإيمان ٧ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦ ؛ والترغيب والترهيب ٤ / ٧٩ ، ١١٢.