السورة التي يذكر فيها البقرة
قال سهل : (الم) [١] اسم الله عزوجل فيه معان وصفات يعرفها أهل الفهم به ، غير أن لأهل الظاهر فيه معاني كثيرة (١) ، فأما هذه الحروف إذا انفردت ، فالألف تأليف الله عزوجل ألف الأشياء كما شاء ، واللام لطفه القديم ، والميم مجده العظيم (٢). قال سهل : لكل كتاب أنزله الله تعالى سر ، وسر القرآن فواتح السور (٣) ، لأنها أسماء وصفات ، مثل قوله : «المص ، الر ، المر ، كهيعص ، طسم ، حمسق» فإذا جمعت هذه الحروف بعضها إلى بعض كانت اسم الله الأعظم ، أي إذا أخذ من كل سورة حرف على الولاء ، أي على ما أنزلت السورة وما بعدها على النسق : «الر» و «حم» و «نون» معناه الرحمن (٤). وقال ابن عباس والضحاك : «الم» معناه : أنا الله أعلم (٥). وقال علي رضي الله عنه : هذه أسماء مقطعة ، إذا أخذ من كل حرف حرف لا يشبه صاحبه فجمعن كان اسما من أسماء الرحمن إذا عرفوه ودعوا به كان الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب. وقال سهل : (الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ) [١ ـ ٢] الألف الله ، واللام العبد ، والميم محمد صلىاللهعليهوسلم كي يتصل العبد بمولاه من مكان توحيده واقتدائه بنبيه. وقال سهل : بلغني عن ابن عباس أنه قال : أقسم الله تعالى أن هذا الكتاب الذي أنزل على محمد صلىاللهعليهوسلم هو الكتاب الذي هو من عند الله تعالى فقال : (الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ) الألف الله ، واللام جبريل عليهالسلام ، والميم محمد صلىاللهعليهوسلم ، فأقسم الله تعالى بنفسه وجبريل ومحمد عليهماالسلام (٦). وقال : إن الله تعالى اشتق من اسمه الأعظم الألف واللام والهاء (٧) ، فقال : (إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) [القصص : ٣٠] واشتق لهم اسما من أسمائه فجعله اسم نبيه صلىاللهعليهوسلم ، وآخر من اسم نبيه آدم عليهالسلام فقال :
__________________
(١) انظر تفسير أسرار الفواتح بحروف التهجي في البرهان ١ / ١٦٥ ـ ١٧٨ ؛ والإتقان ٣ / ٢٤ ـ ٣٤.
(٢) البرهان ١ / ١٧٣.
(٣) هذا قول الشعبي في الإتقان ٣ / ٢٤ ؛ وللصديق في البرهان ١ / ١٧٣ ، ١٧٤.
(٤) الإتقان ٣ / ٢٤ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ١ / ٥٦.
(٥) الإتقان ٣ / ٢٤ ؛ والبرهان ١ / ١٧٤ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٥٦ ، ٦٢.
(٦) معاني القرآن وإعرابه ١ / ٥٦.
(٧) تفسير القرطبي ١ / ١٠٢ ؛ وسفر السعادة ص ١٣٤.