السورة التي يذكر فيها المائدة
سئل عن قوله : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى) [٢] فقال : البر الطاعة لله واتقاء المعصية. قوله : (فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) [٣] يعني : فلا تخشوا الكفار في عبادتي واخشوني في اتباعهم ، فقال : أعجز الناس من خشي من لا ينفعه ولا يضره ، والذي بيده النفع والضر يخاطبه في قوله : (فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) [٣]. قوله تعالى : (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ) [٥] قال : الطيبات الحلال من الرزق. قوله : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) [٦] قال : الطهارة أربعة أشياء : صفاء المطعم وصدق اللسان ومباينة الآثام وخشوع السر ، وكل واحد من هذه الأربعة يقابل بكل واحد من تطهير الأعضاء الظاهرة. قوله تعالى : (وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) [٦] يعني يطهركم من أحوالكم وأخلاقكم وأفعالكم ، لترجعوا إليه بحقيقة الفقر من غير تعلق بسبب من الأسباب. والطهارة على سبعة أوجه (١) : طهارة العلم من الجهل ، وطهارة الذكر من النسيان ، وطهارة الطاعة من المعصية ، وطهارة اليقين من الشك ، وطهارة العقل من الحمق ، وطهارة الظن من النميمة ، وطهارة الإيمان مما دونه ، ولكل عقوبة طهارة ، إلّا عقوبة القلب فإنها قسوة (٢). قوله تعالى : (قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا) [٢٣] فسئل : ما هذه النعمة؟ فقال : أنعم الله عليهما بالخوف والمراقبة ، إذ الخوف والهم والحزن يزيد في الحسنات ، والأشر والبطر يزيد في السيئات. قوله : (أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) [٥٤] يعني غليظة عليهم. قوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) [٥٥] قال : ولاية الله تعالى الاختيار لمن استولاه ، ثم أعلم الرسول أنه ولي المؤمنين ، فيجب عليه أن يوالي من والى الله تعالى والذين آمنوا ، ثم قال : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) [٥٦] يعني غالبون هوى نفوسهم. قوله : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ) [٦٤] وقال : يعني حكمه وأمره ونهيه نافذ في ملكه.
__________________
(١) ذكر في الحلية ١٠ / ٢٠٨ ثلاثة أوجه فقط.
(٢) الحلية ١٠ / ٢٠٨.