السورة التي يذكر فيها الحشر
قوله تعالى : (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) [٢] قال : أي يخربون قلوبهم ويبطلون أعمالهم باتباعهم البدع وهجرانهم طريقة الاقتداء بالنبيين.
(يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ) [٢] أي بمجانبة المؤمنين ومشاهدتهم ومجالستهم فيحرمون بركاتهم.
(فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) [٢] (فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) [فاطر : ٨] بالخذلان (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) [فاطر : ٨] بالمعونة ، وليس لكم من الأمر شيء.
قوله تعالى : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [٧] قال : أصول مذهبنا ثلاث : أكل الحلال ، والاقتداء بالرسول صلىاللهعليهوسلم في الأخلاق والأفعال ، وإخلاص النية في جميع الأعمال (١).
وقال : ألزموا أنفسكم ثلاثة أشياء ، فإن خير الدنيا والآخرة فيها : صحبتها بالأمر والنهي بالسنة ، وإقامة التوحيد فيها وهو اليقين ، وعلما فيه اتصال الروح ، وصاحب هذه الثلاثة أعلم بما في بطن الأرض مما على ظهرها ، ونظره في الآخرة أكثر من نظره في الدنيا ، وهو في السماوات أشهر بين الملائكة منه في الأرض بين أهله وقرابته. فقيل : ما العلم الذي فيه إيصال الروح؟ قال : علم قيام الله عليه والرضا.
قوله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) [٩] قال : يعني مجاعة وفقرا. تقول العرب : فلان مخصوص إذا كان فقيرا ، فيؤثرون رضا الله على هواهم ، والإيثار شاهد الحب.
وقد حكي عن وهيب بن الورد (٢) أنه قال : يقول الله تعالى : «وعزتي وعظمتي وجلالي ، ما من عبد آثر هواي على هواه إلا قللت همومه وجمعت عليه ضيعته ، ونزعت الفقر من قلبه ،
__________________
(١) تقدم في تفسير الآية (٧١) من سورة التوبة أنه قال : (أصولنا مذهبنا ستة أشياء) ؛ وانظر أيضا طبقات الصوفية ١ / ١٧٠.
(٢) وهيب بن الورد بن أبي الورد المخزومي ، بالولاء ، (... ـ ١٥٣ ه) : من العباد الحكماء. من أهل مكة.
ووفاته بها. (الحلية ٨ / ١٤٠).