السورة التي يذكر فيها القيامة
قرئ على سهل فأقر به ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من شاء أن يبصر يوم القيامة فليقرأ سورة القيامة ، وإنما قيامة أحدكم موته.
قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) [١ ـ ٢] النفس الأمارة بالسوء هي النفس اللوامة ، وهي قرينة الحرص وطول الأمل. ثم قال : إنما نهاكم الله عن القبول وعن الاغترار بالدنيا وعن مخادعة النفس ، فقال تعالى : (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) [يوسف : ٥٣] وقال : (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) [لقمان : ٣٣] وقال : (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ) [فاطر : ٦].
قوله تعالى : (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [٩] قال : باطنها القمر نور بصر عين الرأس الذي لنفس الطبع ، والشمس نور بصر القلب الذي لنفس الروح والعقل ، ألا تراه كيف قال : (يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ) [١٠] أي المكذب بيوم القيامة يقول عند جمع النورين : أين المخلص من عذاب الله.
قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) [٢٢ ـ ٢٣] قال : من قتله حبه فديته رؤيته. ثم قال : جزاء الأعمال الجنة ، وجزاء التوحيد النظر إلى الحق عزوجل. وحكي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال : سيروا للبلاء وتجهزوا للفناء واستعدوا للقاء. وكانت رابعة رضي الله عنها تقول : إلهي ، إني أحب الدنيا لأذكرك فيها ، وأحب الآخرة لأراك فيها. إلهي ، كل ساعة تمر علي لا يكون لساني فيها رطبا بذكرك فهي مشؤومة. إلهي ، لا تجمع عليّ أمرين ، فإني لا أطيقهما ، الإحراق بالنار والفراق منك.
قوله تعالى : (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) [٢٦] يعني الحلقوم. (وَقِيلَ مَنْ راقٍ) [٢٧] أي : هل من طبيب يداوي؟ وقيل : من يصعد بروح الكافر إلى السماء. (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) [٢٨] يقول : وعلم أنه الفراق للدنيا. (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) [٢٩] يقول : أمر الدنيا والآخرة. وقيل : هما ساقاك إذا التفتا في الكفن. وقد حكي أن يعقوب عليهالسلام لما أتاه البشير قال : ما أذن لي ما آتيتك اليوم ، إلا أن أقول هون الله عليك سكرة الموت.
وقيل للأسود بن يزيد (١) حين احتضر : أبشر بالمغفرة. قال : فأين الحياء ممن كانت المغفرة منه؟.
__________________
(١) الأسود بن يزيد بن قيس النخعي (... ـ ٧٥ ه) : تابعي ، فقيه ، من الحفاظ. كان عالم الكوفة في عصره.
(الحلية ٢ / ١٠٢).