فصل في قوله
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو بكر : سئل سهل عن معنى : «بسم الله الرحمن الرحيم» فقال :
الباء بهاء الله عزوجل. والسين سناء الله عزوجل. والميم مجد الله عزوجل (١).
والله : هو الاسم الأعظم الذي حوى الأسماء كلها ، وبين الألف واللام منه حرف مكنى غيب من غيب إلى غيب ، وسر من سر إلى سر ، وحقيقة من حقيقة إلى حقيقة. لا ينال فهمه إلّا الطاهر من الأدناس ، الآخذ من الحلال قواما ضرورة الإيمان.
والرحمن : اسم فيه خاصية من الحرف المكنى بين الألف واللام.
والرحيم : هو العاطف على عباده بالرزق في الفرع والابتداء في الأصل رحمة لسابق علمه القديم.
قال أبو بكر : أي بنسيم روح الله اخترع من ملكه ما شاء رحمة لأنه رحيم. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : «الرحمن الرحيم» اسمان رقيقان أحدهما أرقّ من الآخر (٢) ، فنفى الله تعالى بهما القنوط عن المؤمنين من عباده.
__________________
(١) نسب هذا القول إلى النبي عيسى عليهالسلام في الفردوس ، بمأثور الخطاب ١ / ٢٢٩ ؛ وانظر مثل هذا القول في تأويل مشكل القرآن ص ٣٠٩.
(٢) نسب هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنه في عمدة الحفاظ ٢ / ٨٠ (رحم).