السورة التي يذكر فيها الانفطار
قوله تعالى : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) [٥] أي ما قدمت من خير أو شر ، وأخرت من سيئة سنتها واقتدى بها فيها.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [٦] قال : أي ما غرك بدونه فقطعك عنه مع لطفه وكرمه.
قيل له : ما القاطع؟ قال : العبد لله والله لعبده ، وليس شيء أقرب إليه من قلب المؤمن ، فإذا حضر الغير فيه فهو الحجاب ، ومن نظر إلى الله بقلبه بعد عن كل شيء دونه ، ومن طلب مرضاته أرضاه بحلمه ، ومن أسلم إلى الله تعالى قلبه تولى جوارحه فاستقامت ، وإنما شهدت قلوبهم على قدر ما حفظوا من الجوارح.
ثم قال : ألزموا قلوبكم ، نحن مخلوقون وخالقنا معنا ، ولا تملوا من أعمالكم ، فإن الله شاهدكم حيثما كنتم ، وأنزلوا به حاجاتكم ، وموتوا على بابه ، وقولوا : نحن جهال وعالمنا معنا ، ونحن ضعفاء ومقوينا معنا ، ونحن عاجزون وقادرنا معنا ، فإن من لزمها كان الهواء والفضاء والأرض والسماء عنده سواء.
وقال عمر بن واصل تلميذ سهل : إذا قرأ هذه الآية قال : غرني الجهل بترك العصمة منك.
قوله عزوجل : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ) [١٣] قال : نعيم الخاص من عباده ، وهم الأبرار ، لقاؤه ومشاهدته ، كما كان نعيمهم في الدنيا مشاهدته وقربه.
والله سبحانه وتعالى أعلم.