السورة التي يذكر فيها الزخرف
قوله تعالى : (حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) [١ ـ ٢] أي بين فيه الهدى من الضلالة والخير من الشر وبين فيه سعادة السعداء وشقاوة الأشقياء (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ) [٤] قال : هو اللوح المحفوظ. (لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) [٤] قال : أي رفيع مستول على سائر الكتب.
قوله تعالى : (لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ) [١٣] قال (١) : إن الله خص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبعض الصديقين بمعرفة نعم الله تعالى عليهم قبل زوالها وحلم الله عنهم ، ومن لم يعرف نعم الله عليه إلا في مطعمه ومشربه ومركبه فقد صغرت عنده نعم الله.
قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) [١٥] أي في عبادته جزءا ألا ترى أن النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن أحدكم يصلي وليس له من صلاته إلا ثلثها أو ربعها» (٢).
قوله : (وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) [٣٢] قال : رفعنا بعضهم على بعض في المعرفة والطاعة عيشا لهم في الدنيا والآخرة.
قوله : (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ) [٣٢] أي من كثرة الأعمال لطلب الجزاء. قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً) [٣٦] قال : قد حكم الله أنه لا يعرض عبد عن ذكره ، وهو أن يرى بقلبه شيئا سواه ساكنا إياه ، إلا سلط الله عليه شيطانا ليضله عن طريق الحق ويغريه.
قوله تعالى : (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) [٥٥] قال : أي فلما غايظونا بالإقامة على المخالفة في الأوامر ، وإظهار البدع في الدين ، وترك السنن اتباعا لوجود الأهواء ، نزعنا نور المعرفة من قلوبهم ، وسراج التوحيد من أسرارهم ، ووكلناهم إلى أنفسهم وما اختاروه ، فضلّوا وأضلّوا. ثم قال : الاتباع الاتباع ، الاقتداء الاقتداء ، فإنه سبيل السلف ، وما ضل من اتبع ، وما نجا من ابتدع.
قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ) [٦٩ ، ٧٠] بلذة النظر جزاء لما منّ عليهم من التوحيد عند تجلي المكاشفة لأوليائه ، وهو البقاء مع الباقي. ألا ترى كيف خصهم في الإيمان بشرط التسليم لأمره والسكون بين يديه.
قوله تعالى : (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) [٧١] قال : أي ما تشتهي الأنفس من ثواب الأعمال ، وتلذ الأعين بما فضل الله به من التمكين في وقت اللقاء جزاء لتوحيدهم. قال : الجنة جزاء أعمال الجوارح ، واللقاء جزاء التوحيد ، ألا ترى أن الله تعالى قال : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [٧٢].
__________________
(١) تقدم هذا القول في تفسير الآية (٥٣) من سورة الأنفال.
(٢) عون المعبود : باب ما جاء في نقصان الصلاة ٣ / ٣ ؛ وفيض القدير ٢ / ٣٣٣.