حظا لامتزاجها بتلك الأنوار ، مثل النسيم الطيب. ومن عمل لأجل الدنيا (نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) [٢٠] ، فتشتغل نفسه بتنعم الدنيا التي هي حظها من أجل النصيب في الآخرة ، وهو رؤية الحق على الأبد.
قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [٢٣] قال : باطنها صلة السنة بالفرض. وحكي عن الحسن في هذه الآية قال : من تقرب إلى الله بطاعته وجبت له محبته.
قوله : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) [٢٣] قال : يعني معرفة حاله في عمله ، وقبل دخوله فيه ، وبعد فراغه منه أنه سقيم أو صحيح.
قوله تعالى : (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) [٢٤] قال : يختم على قلبك الشوق والمحبة ، فلا تلتفت إلى الخلق ، ولا تشتغل في حبهم وإتيانهم.
قوله : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [٥٢] أي تدعو إلى ربك بنور هدايته.