السورة التي يذكر فيها الحج
قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) [٣ ، ٧] أي يخاصم في الدين بالهوى والقياس دون الاقتداء ، فعند ذلك يضل الناس ويبتدع.
قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) [١١] قال : المؤمن وجه بلا قفا ، كرّار غير فرّار ، تراه يجاهد في دين الله وطاعته ، من إقامة توحيده واقتدائه بنبيه ، وإدامة التضرع ، واللجأ إلى الله رجاء الاتصال به من موضع الاقتداء ، كما روى زيد بن أسلم عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «ما من أمتي إلا دخل الجنة إلا من أبى ، قلنا : ومن الذي يأبى ذلك؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى أن يدخل الجنة» (١).
قوله : (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ) [١١] يعني الذي يتبع الهوى إن رضي قلبه وفرحت نفسه بعاجل حظها اطمأن به ، وإلا رجع إلى ما يدعوه الهوى من الكفر.
قوله : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ) [١٤] قال : هم الذين صدقوا الله في السر والعلانية ، واتبعوا سنة نبيهم صلىاللهعليهوسلم ، ولم يبتدعوا بحال.
قوله تعالى : (وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [١٨] قال : سجود هذه الأشياء معرفتها بالحق بالتذلل والانقياد له.
قوله : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) [٢٦] يعني طهّر بيتي من الأوثان لعبادي الطاهرة قلوبهم من الشك والريب والقسوة ، فكما أمر الله بتطهير بيته من الأصنام ، فكذلك أمر بتطهير بيته الذي أودعه سر الإيمان ونور المعرفة ، وهو قلب المؤمن ، أمر الله تعالى المؤمن بتطهيره عن الغل والغش والميل إلى الشهوات والغفلة للطائفين فيه زوائد التوفيق والقائمين بأنوار الإيمان ، (وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [٢٦] الخوف والرجاء ، فإن القلب إذا لم يسكن خرب ، وإذا سكنه غير مالكه خرب ، فإذا أردتم أن تعمروا قلوبكم فلا تدعوا فيها غير الله ، وإذا أردتم أن تعمروا ألسنتكم فلا تدعوا فيها غير الصدق ، وإذا أردتم أن تعمروا جوارحكم فلا تدعوا فيها شيئا إلا بالسنة.
__________________
(١) صحيح البخاري : الاعتصام بالكتاب والسنة ، رقم ٦٨٥١.