السورة التي يذكر فيها الجمعة
قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ) [٢] قال : الأميون هم الذين صدقوا محمد صلىاللهعليهوسلم ، نسبوا إليه لاتباعهم إياه واقتدائهم به ، ومن لم يقتد به فليس من أمته.
قوله تعالى : (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) [٣] يعني الذين جاؤوا من بعده فآمنوا به واتبعوه يلحقهم الله بأولهم.
قوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها) [١١] قال : من شغله عن ربه شيء من الدنيا والآخرة فقد أخبر عن خسّة طبعه ونذالة همته ، لأن الله قد فتح له الطريق ، وأذن له في مناجاته ، فاشتغل بما يفنى ، ولم يكن عالما بمن لم يزل ، ولا يزال.
قوله تعالى : (قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ) [١١] قال : يعني ما ادخر لكم في الآخرة من جزيل العطايا واللذة الباقية ، خير مما أعطاكم من الدنيا.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
السورة التي يذكر فيها المنافقون
قوله تعالى : (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) [١] قال : لأنهم أقروا بألسنتهم ولم يعرفوا بقلوبهم ، فلذلك سماهم منافقين. ومن عرف بقلبه ، وأقر بلسانه ، ولم يعمل بأركانه ما فرض الله عليه من غير عذر ، كان كإبليس لعنه الله ، عرفه وأقربه ولم يعمل بأمره. قال : والنفاق على ضربين ، عقد بالقلب وإظهار خلافه باللسان ، كما قال تعالى : (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح : ١١] والضرب الآخر نفاق نفس الطبع مع صاحبها ، وهو الذي قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «الشرك الخفي في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء» (١).
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ) [٩] عن أداء الفرائض في مواقيتها ، فإن من شغله عن ذكر الله وخدمته عرض من عروض الدنيا شيئا لشهوته ، ووجد في عبادته نشاطا فهو مخدوع ، إلا الذي يأخذها الله عزوجل.
وقد حكي أن سلمان دخل عليه سعد بن أبي وقاص (٢) رضي الله عنه يعوده فبكى سلمان فقال : ما يبكيك يا أبا عبد الله ، توفي سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو عنك راض ، وتلقى أصحابك وترد حوضه. فقال سلمان : أما إني لست أبكي جزعا على الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن
__________________
(١) تقدم الحديث مع تفسير الآية (١٠٦) من سورة يوسف.
(٢) سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب القرشي الزهري (٢٣ ق. ه ـ ٥٥ ه) : الصحابي الأمير ، فاتح العراق ومدائن كسرى. أحد العشرة المبشرين بالجنة. (الحلية ١ / ٩٢).