السورة التي يذكر فيها البينة
قوله تعالى : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [٥] قال : العلم كله في الحركات حتى يصير إلى الإخلاص ، فإذا بلغ إلى الإخلاص صار طمأنينة ، فمن كان علمه يقينا وعمله إخلاصا أذهب الله عنه ثلاثة أشياء ، الجزع والجهل والعمل ، وأعطاه بدل الجزع الصبر ، وبدل الجهل العلم ، وبدل العلم ترك الاختيار ، ولا يكون هذا إلا للمتقين.
قيل : وما الإخلاص؟ قال : الإجابة ، فمن لم تكن له الإجابة فلا إخلاص له.
وقال : الإخلاص على ثلاث معان : إخلاص العبادة لله ، وإخلاص العمل له ، وإخلاص القلب له.
قوله تعالى : (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) [٨] قال : الخشية سر ، والخشوع علانية ، من خشعت جوارحه لم يقربه الشيطان. قيل : فما الخشوع؟ قال : الوقوف بين يدي الله ، والصبر على ذلك. قال : وكمال الخشية ترك الآثام في السر والعلانية.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
السورة التي يذكر فيها الزلزلة
قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً) [٦] قال : يتبع كل أحد ما كان يعتمده ، فمن اعتمد فضل الله اتبع فضله ، ومن اعتمد عمله اتبع عمله ، ومن اعتمد الشفاعة اتبع الشفاعة.
قوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) [٧] قال : لما نزلت هذه الآية خطب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال في خطبته : «ألا وإن الدنيا عرض حاضر ، يأكل منه البر والفاجر ، ألا وإن الآخرة أجل صادق ، يقضي فيها ملك قادر ، ألا وإن الخير كله بحذافيره في الجنة ، ألا وإن الشر كله بحذافيره في النار ، ألا فاعلموا وأنتم من الله على حذر ، واعلموا أنكم معروضون على أعمالكم (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [٧ ـ ٨]» (١).
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إتمام التقوى أن يتقي الله عبده ، حتى يتقيه في مثقال ذرة ، حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال ، خشية أن يكون حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام (٢).
__________________
(١) الحلية ١ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ؛ وكتاب الأم ١ / ٢٠٢.
(٢) الزهد لابن مبارك ١ / ١٨.