السورة التي يذكر فيها ق
قوله تعالى : (ق) [١] أقسم الله تعالى بقوته وقدرته ، وظاهرها الجبل المحيط بالدنيا ، وهو أول جبل خلقه الله تعالى ، ثم بعده جبل أبي قبيس وهو الجبل الذي فوق الصفا ، ودونه بمسيرة سنة جبل تغرب الشمس وراءه ، كما قال : (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) [ص : ٣٢] وله وجه كوجه الإنسان ، وقلب كقلوب الملائكة في المعرفة.
قوله : (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) [١] قال : يعني المشرف على سائر الكلام.
قوله : (تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) [٨] أي مخلص القلب لله بالتوحيد إليه ، وإدامة ذكره بواجباته.
قوله تعالى : (وَأَصْحابُ الرَّسِ) [١٢] أي البئر. و (الْأَيْكَةِ) [١٤] الغيضة ، وباطنها أصحاب الرس أصحاب الجهل. (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) [١٤] متبعو الشهوات.
قوله تعالى : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [١٨] قال : أي حافظ حاضر لا يغيب عنه ، ولا يعلم الملك ما في الضمير من الخير والشر إلا عند مساكنة القلوب إياه ، فيظهر أثر ذلك على الصدر من الصدر إلى الجوارح نور ورائحة طيبة عند العزم على الخير ، وظلمة ورائحة منتنة عند العزم على الشر ، والله يعلم ذلك منه على كل حال ، فليتقه بقوله : (إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء : ١].
قوله تعالى : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) [٢١] يعني كتبة في الدنيا تسوقه إلى المحشر ، ويشهدون له وعليه ، فيقول العبد : أليس قولك الحق وقد قلت : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها) [إبراهيم : ٣٤] ، وقال نبيك صلىاللهعليهوسلم : «ما منكم أحد يدخل الجنة بعمله إلا برحمة الله» (١) ، فيقول الله تعالى : «قولي الحق ، وصدق نبيي صلىاللهعليهوسلم ، انطلق إلى الجنة برحمتي». قال : وهو معنى قوله تعالى : (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [هود : ١١].
__________________
(١) صحيح مسلم ، رقم ٢٨١٥ ، ٢٨١٦ ؛ ومجمع الزوائد ١٠ / ٣٥٧.