السورة التي يذكر فيها البروج
قوله تعالى : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) [٣] قال : قيل الشاهد الملك ، كما قال : (سائِقٌ وَشَهِيدٌ) [ق : ٢١] ، والمشهود يوم القيامة ، وذلك يوم القيامة ، فقال ابن عباس رضي الله عنهما : الشاهد محمد صلىاللهعليهوسلم ، والمشهود القرآن. وقيل : المشهود الإنسان. وقال سهل : الشاهد نفس الروح ، والمشهود نفس الطبع ، لأن نفس الطبع مع فهم العقل وفطنة القلب على كل واحد منهما شاهد ، والله على الكل شهيد.
قوله عزوجل : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) [١٤] يعني الغفور للمذنبين ، الودود للمغفرة ، المتودد المتحبب إلى عباده ، بما أولاهم من سابغ نعمه ، وجميل آلائه وإحسانه.
قوله تعالى : (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) [٢٢] قال : المحفوظ صدر المؤمن ، محفوظ عليه أن يناله غير أهله ، لأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
السورة التي يذكر فيها الطارق
قوله تعالى : (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) [١] قال : السماء في اللغة السمو والعلو ، فباطنها روح محمد صلىاللهعليهوسلم قائم عند رب العزة والطارق. (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) [٣] وهو قلبه ، يعني مشرق بتوحيد الله وتنزيهه ومداومة الأذكار ومشاهدة الجبار. وقال مرة أخرى : الثاقب قلب المؤمن ، يعني مشرق مطهر عن كل شك وريب جرت عليه من وساوس العدو ونفس الطبع.
قوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) [٤] أي على نفس الطبع حافظ من عصمة الله.
قوله تعالى : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (٩) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ) [٩ ـ ١٠] قال : أي يكشف عن النيات التي بها تعبدهم الله فيما فرض عليهم ونهاهم عنه ، فإن أعمال العباد يوم القيامة موقوفة على مقاصدهم. ولقد كان الربيع يقول : السرائر التي تخفى على الناس ، وهي لله بواد ، التمسوا دواءهن. ثم يقول : وما دواؤهن؟ هو أن يتوب ثم لا يعود (١). ثم قال سهل : آلة الفقير ثلاثة أشياء : أداء فرضه وصيانة فقره وحفظ سره.
قوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) [١١] قال : ظاهرها ذات الرجع بالمطر بعد المطر. (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) [١٢] بالنبات ، وباطنها القلب يرجع بالندم بعد الذنب ، (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) [١٢] الأرض تنصدع من الموافقات بالأفعال والأقوال.
قوله تعالى : (وَأَكِيدُ كَيْداً) [١٦] قال : كيده بهم في الدنيا الاستدراج والاغترار ، وبالآخرة الحسرة عند نظرهم إلى إكرام الموحدين وإعزازهم ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________________
(١) شعب الإيمان ٥ / ٤٥٩ (رقم ٧٢٨٢) ؛ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٥٩.