السورة التي يذكر فيها محمد
صلىاللهعليهوسلم
قوله تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) [١] قال : أضلها في إطلاق القول بلا حقيقة معه.
قوله : (سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ) [٥] قال : يعني سيهديهم في قبورهم لجواب منكر ونكير ويصلح بالهم. قال : أي صلح يسرع لهم في القلب بمباشرة الجزاء ، وفي الآخرة بلذة اللقاء عند تجلي المكاشفة كفاحا ، والتولي لهم عند ذلك ، كما قال : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) [١١] أي بالرضى والمحبة والحفظ على مقام القرب.
قوله : (وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) [١٥] قال : المغفرة من ربهم في الجنة ما يغشاهم عند النظر إلى الحق من أنواره.
قوله : (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) [١٩] قال : يعني استغفر من همة نفس الطبع. قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ما منا إلا من همّ فعصى» ، يعني همت نفسه عليه على قلبه بحظها من عاجل شهوتها بشيء دونه ، ثم أعرض عن ذلك واستغفر الله ، كما قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله تعالى في كل يوم سبعين مرة» (١).
قوله : (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) [٢٤] قال : إن الله تعالى خلق القلوب وأقفل عليها بأقفال ، وجعل مفاتيحها حقائق الإيمان ، فلم يفتح بتلك المفاتيح على التحقيق إلا قلوب أوليائه والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين والصديقين وسائر الناس يخرجون من الدنيا ، ولم تفتح أقفال قلوبهم ، والزهاد والعباد والعلماء خرجوا منها وقلوبهم مقفلة ، لأنهم طلبوا مفاتيحها في
__________________
(١) صحيح البخاري : كتاب الدعوات ، رقم ٥٩٤٨ ؛ وشرح سنن ابن ماجة ١ / ٢٧٠ (رقم ٣٨١٥) ؛ ومسند أحمد ٤ / ٢١١.