العقل ، فضلوا الطريق ، ولو طلبوه من جهة التوفيق والفضل لأدركوه ، والمفتاح أن تعلم أن الله قائم عليك ، رقيب على جوارحك ، وتعلم أن العمل لا يكمل إلا بالإخلاص مع المراقبة.
قوله : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ) [١٣] في الآية دليل على تفضيله على الكليم ، لأنه لم يخرج خوفا منهم ، كما خرج موسى عليهالسلام ، ولكنه خرج كما قال الله تعالى : (أَخْرَجَتْكَ) [١٣] ولم يقل خرجت ولا جزعت ، لأنه لله وبالله في جميع أوقاته ، فلم يجز منه التفات إلى الغير بحال ما.
قوله : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) [١٤] قال : المؤمن على بيان من ربه ، ومن كان على بينة من ربه لزم الاقتداء بالسنن.
قوله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) [١٩] قال : الخلق كلهم موتى إلا العلماء ، ولذلك دعا نبيه صلىاللهعليهوسلم إلى محل الحياة بالعلم بقوله : (فَاعْلَمْ) [١٩].
قوله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) [٣٣] أي في تعظيم الله ، (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) [٣٣] أي برؤيتها من أنفسكم ومطالبة الأعواض من ربكم ، فإن العمل الخالص الذي لم يطلب به العوض.
قوله تعالى : (وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ) [٣٨] قال : معرفة السر كله في الفقر ، وهو سر الله ، وعلم الفقر إلى الله تعالى تصحيح علم الغنى بالله عزوجل.
والله سبحانه وتعالى أعلم.