السورة التي يذكر فيها إبراهيم عليهالسلام
قوله تعالى : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [٧] قال : شكر العلم العمل ، وشكر العمل زيادة العلم ، فهو أبدا في هذا ، وهذه حاله. وقال : الشكر أن تريد المزيد ، وإلا شكر مطعون. قال : وحقيقة العجز الاعتراف به. وقد حكي أن داود عليهالسلام قال : يا رب كيف أشكرك ، وشكري إياك تجديد منّة منك عليّ؟ قال الله تعالى : الآن شكرتني (١).
قوله تعالى : (وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ) [١١] يعني بتلاوة كتابه والفهم فيه.
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) [١٩] قال : خلق الأشياء كلها بقدرته ، وزينها بعلمه ، وحكمها بحكمته ؛ فالناظر من الخلق إلى الخالق تبين له عجائب الخلقة ، والناظر من الخالق إلى الخلق يكشف له عن آثار قدرته وأنوار حكمته وبليغ صنعته.
قوله تعالى : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها) [٢٥] قال : كان ابن المسيب يقول : الحين ستة أشهر ، وقد سأله رجل فقال : إني حلفت أن لا تدخل امرأتي على أهلها حينا ، فما الحين؟ قال سعيد : الحين من حين أن تطلع النخلة إلى أن ترطب ، ومن أن ترطب إلى أن تطلع. وقال ابن عباس رضي الله عنهما : كل حين أراد به غدوة وعشية (٢) ، وهو على طريق سهل بن عبد الله ، فإنه قال : هذا مثل ضربه الله لأهل المعرفة في الله عليهم من إقامة فروضه بالليل والنهار.
وسئل سهل عن معنى قوله : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) [٢٤] قال : حكي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلىاللهعليهوسلم خرج على أصحابه وهم يذكرون الشجرة الطيبة فقال : «ذلك المؤمن أصله في الأرض وفرعه في السماء» ، يعني عمله مرفوع إلى السماء مقبول. فهذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر فقال :
__________________
(١) الحلية ٦ / ٥٦ ؛ وشعب الإيمان ٤ / ١٠١ (رقم ٤ / ٤٤ ـ ٤٤١٥) ؛ وجامع العلوم والحكم ١ / ٢٤٤.
(٢) في تفسير ابن كثير ٢ / ٥٥٠ : (تؤتي أكلها كل حين ، قيل : غدوة وعشيا ، وقيل : كل شهر ، وقيل : كل شهرين ، وقيل : كل ستة أشهر ، وقيل : كل سبعة أشهر ، وقيل : كل سنة). وفي عمدة الحفاظ ١ / ٤٧٦ :
(قيل : معناه ساعة ، وقيل : أربعون سنة).