فقلت له : ما تقول أنت؟ وكان في يوم وابل وصوت رعد شديد ، فقال : هذا خبر رضا الله عزوجل ، فكيف خبر غضبه ، نعوذ بالله من غضبه.
قوله تعالى : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [٢٨] قال : الذكر من العلم السكون ، والذكر من العقل الطمأنينة. قيل : وكيف ذاك؟ قال : إذا كان العبد في طاعة الله فهو الذاكر ، فإذا خطر بباله شيء فهو القاطع ، وإذا كان في فعل نفسه فحضر بقلبه ما يدله على الذكر والطاعة فهو موضع العقل. ثم قال : كل من ادعى الذكر فهو على وجهين : قوم لم يفارقهم خوف الله عزوجل ، مع ما وجدوا في قلوبهم من الحب والنشاط ، فهم على حقيقة من الذكر ، وهم لله والآخرة والعلم والسنة. وقوم ادعوا النشاط والفرح والسرور في جميع الأحوال ، فهم للعدو والدنيا والجهل والبدعة ، وهم شر الخلق.
قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ) [٣٦] سئل سهل : متى يصح للعبد مقام العبودية؟ قال : إذا ترك تدبيره ورضي بتدبير الله تعالى فيه.
قوله تعالى : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) [٣٩] قال : يمحو الله ما يشاء من الأسباب ، ويثبت الأقدار ، وعنده أم الكتاب. قال : القضاء المبرم الذي لا زيادة فيه ولا نقصان.
قوله : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) [٤٣] قال سهل : الكتاب عزيز ، وعلم الكتاب أعز ، والعمل به أعز ، والعمل عزيز ، والإخلاص في العمل أعز ، والإخلاص عزيز ، والمشاهدة في الإخلاص أعز ، والمرافقة عزيزة ، والأنس في المرافقة أعز ، والأنس عزيز ، وآداب محل الأنس أعز ، والله سبحانه وتعالى أعلم.