السورة التي يذكر فيها المجادلة
قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ) [١٠] قال : النجوى إلقاء من العدو إلى نفس الطبع كما قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «للملك لمة وللشيطان لمة» (١).
قوله عزوجل : (وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى) [٩] قال : بذكر الله وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قوله تعالى : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) [٢٢] قال : كل من صح إيمانه فإنه لا يأنس بمبتدع ويجابهه ، ولا يؤاكله ولا يشاربه ولا يصاحبه ، ويظهر له من نفسه العداوة والبغضاء ، ومن داهن مبتدعا سلبه الله حلاوة السنن ، ومن تحبب إلى مبتدع يطلب عزة في الدنيا وعرضا ، أذله الله بذلك العز ، وأفقره الله بذلك الغنى ، ومن ضحك إلى مبتدع نزع الله نور الإيمان من قلبه ، ومن لم يصدق فليجرب.
قوله تعالى : (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) [٢٢] قال : كتب الله الإيمان في قلوب أوليائه سطورا ، فالسطر الأول التوحيد ، والثاني المعرفة ، والثالث الصدق ، والرابع الاستقامة ، والخامس الصدق ، والسادس الاعتماد ، والسابع التوكل. وهذه الكتابة هي فعل الله لا فعل العبد ، وفعل العبد في الإيمان ظاهر الإسلام ، وما يبدو منه ظاهرا وما كان منه باطنا فهو فعل الله تعالى. وقال أيضا : الكتابة في القلب موهبة الإيمان التي وهبها الله منهم قبل أن خلقهم من الأصلاب والأرحام ، ثم أبدى بصرا من النور في القلب ، ثم كشف الغطاء عنه حتى أبصروا ببركة الكتابة ونور الإيمان المغيبات. وقال : حياة الروح بالذكر ، وحياة الذكر بالذاكر وحياة الذاكر بالمذكور ، رضي الله عنهم بإخلاصهم له في أعمالهم ، ورضوا عنه بجزيل ثوابه لهم على أعمالهم. (أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ) [٢٢] الحزب الشيعة ، وهم الأبدال ، وأرفع منهم الصديقون. (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [٢٢] يعني هم الوارثون أسرار علومهم المشرقون على معاني ابتدائهم وانتهائهم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________________
(١) المعجم الكبير ٩ / ١٠١ ؛ ومسند البزار ٥ / ٣٩٤ ؛ وصفوة الصفوة ١ / ٤١٣.