السورة التي يذكر فيها ص
قوله تعالى : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) [١] قال : ذي الشأن الشافي والوعظ الكافي.
قوله : (أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ) [٦] قال : هو الصبر المذموم الذي وبخ الله به الكفار. وقد سمعته يقول : الصبر على أربع مقامات : صبر على الطاعة ، وصبر على الألم ، وصبر على التألم ، وصبر مذموم وهو الإقامة على المخالفة.
قوله : (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) [٢٠] قال : إنما أعطاه الله ذلك حين سأله أن يرفع منزلته على منزلة إسماعيل وإسحاق ، فقال : لست هناك يا داود ، ولكني أجعل لك مقاما من الحكمة ، وفاصلة ، وهي : «أما بعد». وهو أول من قال ذلك ، وبعده قس بن ساعدة (١). وقد قيل : فصل الإيمان لخطاب البيان.
قوله : (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ) [٢٠] قال : أي بالعدل وبالوزراء الصالحين يدلونه على الخير ، كما قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «إن الله تعالى إذا أراد بوال خيرا جعل له وزيرا صدوقا إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه». قوله : (وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ) [٢٤] قال : الإنابة هي الرجوع من الغفلة إلى الذكر ، مع انكسار القلب وانتظار المقت.
قوله : (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) [٢٦] قال : أي ظلمة الهوى تستر أنوار ذهن النفس والروح وفهم العقل وفطنة القلب ، كما قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن الهوى والشهوة يغلبان العقل والعلم» (٢) والبيان لسابق القدرة من الله تعالى.
قوله : (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) [٣٢] قال : عن صلاة العصر وحدها.
قوله : (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) [٣٥] قال : ألهم الله تعالى سليمان أن يسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، ليقصم به الجبابرة والكفرة ، والذين يخالفون ربهم ويدعون لأنفسهم قدرة من الجن والإنس ، فوقع السؤال من سليمان عليهالسلام على اختيار الله له ، لا على اختياره لنفسه.
قوله : (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) [٤٦] قال : أخلص إبراهيم وإسماعيل وإسحاق عن ذكر الدنيا بذكره خالصة ، لا لمال جزاء ، ولا شاهدوا فيه أنفسهم ، بل ذكروه به له ، وليس من ذكر الله بالله كمن ذكر الله بذكر الله ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________________
(١) قس بن ساعدة بن عمرو بن عدي الإيادي (... ـ نحو ٢٣ ق. ه) : أحد حكماء العرب ، ومن كبار خطبائهم في الجاهلية. كان أسقف نجران. أدركه النبي صلىاللهعليهوسلم قبل النبوة. (الأعلام ٥ / ١٩٦).
(٢) تقدم الحديث في تفسير سورة البقرة ، وهو من قول الحارث بن أسد في الحلية ١٠ / ٨٨ ، وسيعاد في تفسير الآية الرابعة من سورة الشمس.