(كَلِمَةً طَيِّبَةً) [٢٤] يعني كلمة الإخلاص (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) [٢٤] يعني النخلة (أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) [٢٤] يعني أغصانها مرفوعة إلى السماء ، فكذلك أصل عمل المؤمن كلمة التوحيد ، وهو أصل ثابت ، وفرعه وهو عمله مرفوع إلى السماء مقبول ، إلا أن فيه خللا وإحداثا ، ولكن لا يزول أصل عمله ، وهو كلمة التوحيد ، كما أن الرياح تزعزع أغصان النخلة ، ولا يزول أصلها ، وشبه عمل الكافر كشجرة خبيثة فقال : (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ) [٢٦] يعني شجرة الحنظل أخبث ما فوق الأرض ليس لها أصل في الأرض ، كذلك الكفر والنفاق ليس له في الآخرة من ثبات ، وليس في خزائن الله أكبر من التوحيد.
وسئل عن تفسير : (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) [محمد : ١٩] فقال : لا نافع ولا دافع إلا الله تعالى. وسئل عن الإسلام والإيمان والإحسان ، فقال : الإسلام حكم ، والإيمان وصل ، والإحسان ثواب ؛ ولهذا الثواب ثواب. فالإسلام الإقرار وهو الظاهر ، والإيمان هو الغيب ، والإحسان هو التعبد. وربما قال : الإيمان يقين. وسئل عن شرائع الإسلام فقال : قال العلماء فيه فأكثروا ، ولكن هي كلمتان : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [الحشر : ٧] ثم قال : هي كلمة واحدة : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) [النساء : ٨٠].
قوله تعالى : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها) [٣٤] بأن جعل السفير فيما بينكم وبينه الأعلى والواسطة الكبرى.