وقال يعقوب الفسويّ (١) : حدّثنا الرجل الصّالح أبو صالح عبد الله بن صالح.
وقال الرّماديّ ، عن أبي صالح قال : خرجنا مع اللّيث إلى بغداد سنة إحدى وستّين ومائة ، فشهدنا الأضحى ببغداد (٢).
قلت : في هذه النّوبة سمع من سعيد مفتي دمشق. وأبلغ ما نقموا عليه حديثه عن نافع بن يزيد ، عن زهرة بن معبد ، عن سعيد بن المسيّب ، عن جابر يرفعه : «إنّ الله اختار أصحابي على العالمين» (٣) بطوله ، وهو حديث موضوع. ولكن قد تابعه على روايته سعيد بن أبي مريم ، عن نافع. فرواه محمد بن الحارث العسكريّ ، وعليّ بن داود القنطريّ ، عنهما ، عن نافع.
قال أبو زرعة وغيره : هو من وضع خالد بن نجيح المصريّ. وكان يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا (٤).
وقال ابن عديّ (٥) : أبو صالح عندي مستقيم الحديث ، إلّا أنّه يقع في حديثه غلط ، ولا يتعمّد الكذب (٦).
__________________
(١) في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٤٥ : «حدّثنا أبو صالح عبد الله بن صالح الرجل الصالح».
(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ١٠٧.
(٣)
رواه ابن حبّان في (المجروحين ٢ / ٤١) وتتمّته : «ما خلا النبيين والمرسلين ، واختار من أصحابي أربعة ، وفي كل أصحابي خير ، أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ ، واختار أمّتي على سائر الأمم».
(٤) الجرح والتعديل ٥ / ٨٧.
(٥) في الكامل ٤ / ١٥٢٤ ، ١٥٢٥.
(٦) وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : «سألت أبي عن عبد الله بن صالح كاتب الليث فقال : كان أول أمره متماسك ثم فسد بآخره ، وليس هو بشيء». (العلل ومعرفة الرجال ٣ / ٢١٢ ، ٢١٣ رقم ٤٩١٩) وفيه «متماسك» بالرفع ، والصواب «متماسكا» كما في ضعفاء العقيلي ٢ / ٢٦٧ ، وقال عبد الله : سمعت أبي ذكر كاتب الليث بن سعد عبد الله بن صالح فذمّه وكرهه ، وقال : إنه روى عنه ليث عن ابن أبي ذئب كتابا أو أحاديث ، أنكر أن يكون الليث روى عن ابن أبي ذئب.
(العلل ٣ / ٢٤٢ رقم ٥٠٦٧) و (الضعفاء الكبير للعقيليّ ٢ / ٢٦٧).
وقال الحاكم : ذاهب الحديث. (الأسامي والكنى ، ج ١ ورقة ٢٨٣ أ) وقال يحيى بن بكير : سمع مني عبد الله بن صالح حديث الليث عن عبيد الله بن عمر ، عن ابن شهاب ، عن المسور بن مخرمة ، قصّة الشورى ، ثم حدّث به عن الليث نفسه ، وحلف يحيى بن بكير على ذلك صدقة خمسين دينارا أنه لم يسمعه من الليث ، ثم حدّث به. (الأسامي ١ / ٢٨٣ أ).