صاحبه الأجر المقدر له ، فهو إن عذب العباد فبعدله ، فإنه لا يجزي على السيئة إلا سيئة مثلها ، فلا يظلم أحدا مثقال ذرة ، وان نعم وأثاب فبفضله ، فله الحمد أولا وآخرا.
* * *
فصل
وهو الغفور فلو أتى بقرابها |
|
من غير شرك بل من العصيان |
لاقاه بالغفران ملء قرابها |
|
سبحانه هو واسع الغفران |
وكذلك التواب من أوصافه |
|
والتواب في أوصافه نوعان |
إذن بتوبة عبده وقبولها |
|
بعد المتاب بمنة المنان |
الشرح : ومن أسمائه سبحانه (الغفور والتواب) ومعناهما متقاربان.
فالغفور مبالغة من غافر ومعناه الكثير الستر لذنوب عباده مأخوذ من الغفر ، بمعنى الستر ، ومنه سمى المغفر الذي يلبس على الرأس عند الحرب لأنه يسترها بمعنى الستر ، ويقيها من الضرب.
وهو من أكثر الأسماء الحسنى ورودا في القرآن الكريم مطلقا في بعضها كقوله تعالى : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر : ٥٣] ومقيدا في بعضها كقوله تعالى من سورة طه : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) [طه : ٨٢].
ومذهب أهل السنة أن جميع الذنوب ما عدا الشرك يجوز أن يغفرها الله سبحانه ولو لم يتب منها صاحبها لقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) [النساء : ١١٦] والقول بأن المغفرة في الآية