لكن رؤيته لموسى ليلة الم |
|
عراج فوق جميع ذي الأكوان |
يرويه أصحاب الصحاح جميعهم |
|
والقطع موجبة بلا نكران |
ولذاك ظن معارضا لصلاته |
|
في قبره إذ ليس يجتمعان |
وأجيب عنه بأنه أسرى به |
|
ليراه ثم مشاهدا بعيان |
فرآه ثم وفي الضريح وليس ذا |
|
بتناقض إذ أمكن الوقتان |
هذا ورد نبينا التسليم من |
|
يأتي بتسليم مع الإحسان |
ما ذاك مختصا به أيضا كما |
|
قد قاله المبعوث بالقرآن |
من زار قبر أخ له فأتى بتس |
|
ليم عليه وهو ذو إيمان |
رد الإله عليه حقا روحه |
|
حتى يرد عليه رد بيان |
وحديث ذكر حياتهم بقبورهم |
|
لما يصح وظاهر النكران |
فانظر إلى الإسناد تعرف حاله |
|
إن كنت ذا علم بهذا الشأن |
الشرح : وإذا لم يصح حديث رؤيته عليهالسلام لموسى قائما يصلي في قبره للاختلاف في وقفه ورفعه ، فإن رؤيته له في السماء السابعة ليلة المعراج متفق عليه فقد رواه جميع أصحاب الصحاح ، ولذلك كان مفيدا للقطع بدون نكير.
وقد ظن بعض الناس أنه معارض لصلاته في قبره ، إذ لا يعقل ان يكون في ليلة واحدة قد رآه في قبره يصلي ، ثم رآه بعد ذلك في السماء ، وأجيب عن هذا بأنه لا تناقض بين رؤيته له في قبره وبين رؤيته له بعد ذلك في السماء لاختلاف الوقتين. وقد صلى الرسولصلىاللهعليهوسلم في بيت المقدس ، ثم عرج به بعد ذلك إلى السماء ولم يقل أحد أن صلاته في بيت المقدس تناقض وجوده في السماء ، فإن هذا بعد هذا لا معه ، وإنما التناقض وقوع الأمرين جميعا في وقت واحد بعينه.
وأما احتجاج القائلين بحياته صلىاللهعليهوسلم في قبره برده السلام على من يسلم عليه من أمته فهو إن صح (١) حجة عليهم ، فقد جاء في الحديث «ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي فأرد عليهالسلام» فقوله إلّا رد الله علي روحي يدل على
__________________
(١) أخرجه أبو داود والبيهقي عن أبي هريرة ، وذكر له صاحب اللآلي شواهد كثيرة.