مقالتنا بين أيديكم ، ليس فيها الا اثبات ما أثبته الله ورسوله ، فجعلتم هذه المقالة جنة ووقاية لكم من الطعن في النصوص نفسها ، ولكن قصدكم واضح ومفهوم لكل أحد ، وهو أن تجعلوا من مقالتنا وقاية تتقون بها الطعن في نفس القرآن ، ولكل أحد ، وهو أن تجعلوا من مقالتنا وقاية تتقون بها الطعن في نفس القرآن ، ولكن حيلتكم هذه لا تجوز على انسان.
* * *
هذا وثالث ما نجيب به هو استفس |
|
اركم يا فرقة العرفان |
ما ذا الذي تعنون بالجسم الذي |
|
ألزمتمونا أوضحوا ببيان |
تعنون ما هو قائم بالنفس أو |
|
عال على العرش العظيم الشأن |
أو ذا الذي قامت به الأوصاف أو |
|
صاف الكمال عديمة النقصان |
أو ما تركب من جواهر فردة |
|
أو صورة حلت هيولى ثان |
أو ما هو الجسم الذي في العرف أو |
|
في الوضع عند تخاطب بلسان |
أو ما هو الجسم الذي في الذهن ذا |
|
ك يقال تعليم لذي الأذهان |
ما ذا الذي في ذاك يلزم من ثبو |
|
ت علوه من فوق كل مكان |
فأتوا بتعيين الذي هو لازم |
|
فاذا تعين ظاهر التبيان |
فأتوا ببرهانين برهان اللزو |
|
م ونفى لازمه فذان اثنان |
والله لو نشرت لكم أشياخكم |
|
عجزوا ولو واطاهم الثقلان |
الشرح : وأما جوابنا الثالث على الزامكم فهو أن نسألكم عما تعنون بالجسم اللازم على اثبات الصفات لكي توضحوه لنا ، فهل تعنون به الشيء الذي هو قائم بنفسه بحيث لا يكون مفتقرا الى محل يقوم به ، ولا يكون تحيزه تابعا لتحيز غيره أو تعنون به ما يصح أن يكون فوق العرش عاليا عليه ، أو ما يصح أن تقوم به صفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، فان عنيتم بالجسم الذي يلزم على اثبات الصفات واحدا من هذه الثلاثة فمسلم ومعناه صحيح في حق الله تعالى ، اذ هو قائم بنفسه عال على عرشه ، موصوف بصفات الكمال التي لا كمال وراءها ولكننا نمنع من اطلاق لفظ الجسم لعدم ورود النص به.