عمدوا إلى كذب أو خيانة أو كتمان ، فالواجب أن نأخذ بهديهم وأن نسير على نهجهم ، فإن الله ورسوله ضامنان لمن سلك سبيلهم أن يرث عالي الجنان ، فإذا امتنعتم عن اتباع سبيلهم والاستماع لنصحهم ، فاعلموا أن السلام على من اتبع الهدى وأذعن للقرآن.
* * *
سيروا على نجب العزائم واجعلوا |
|
بظهورها المسرى إلى الرحمن |
سبق المفرد وهو ذاكر ربه |
|
في كل حال ليس ذا نسيان |
لكن أخو الغفلات منقطع به |
|
بين المفاوز تحت ذي الغيلان |
صيد السباع وكل وحش كاسر |
|
بئس المضيف لأعجز الضيفان |
وكذلك الشيطان يصطاد الذي |
|
لا يذكر الرحمن كل أوان |
والذكر أنواع فأعلى نوعه |
|
ذكر الصفات لربنا المنان |
وثبوتها أصل لهذا الذكر والن |
|
افي لها داع إلى النسيان |
فلذاك كان خليفة الشيطان ذا |
|
لا مرحبا بخليفة الشيطان |
والذاكرون على مراتبهم فأع |
|
لاهم أولو الإيمان والعرفان |
بصفاته العليا إذا قاموا بحم |
|
د الله في سر وفي إعلان |
الشرح : يأمر المؤلف أهل السنة والإيمان أن يمتطوا ركائب الهمم وجياد العزائم ، وأن يجعلوا مسيرهم على صهواتها إلى الرحمن جل شأنه ولا يكونوا كأهل الغفلة الذين خبت منهم العزائم ، فقعدوا عن السباق في مضمار الطاعات ، فقد سبق المفردون (١) وهم الذاكرون لله على كل حال ، بحيث لا ينسونه أبدا في لحظة من اللحظات. وأما أهل الغفلة والغرات من المتبعين للأهواء والشهوات ، فقد انقطعت بهم حمرهم المعقرة بين المفاوز والمتاهات ، فاحتوشتهم هنالك
__________________
(١) روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسير في طريق مكة فمرّ على جبل يقال له جمدان ، فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون ، قيل وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات».