الغيلان والحيات ، وصاروا فريسة للسباع الضاريات والوحوش الكاسرات. وكذلك الشيطان يصطاد بشباكه أهل الغفلات الذين لا يذكرون الله في جميع الأوقات ، وفي الحديث الصحيح «أن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا ذكر الله تعالى» وذكر الله عزوجل أنواع ، فأعلاها ذكره سبحانه بما له من الأسماء والصفات. وهذا الذكر لا يتأتى إلا مع الإثبات لها ، وأما من ينفيها ويجحدها فهو داع إلى نسيانها ، ولهذا كان النافي لها خليفة الشيطان ، لأنه يدعو إلى مثل ما يدعو إليه من الغفلة والنسيان. قال تعالى : (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ) [المجادلة : ١٩].
وكذلك الذاكرون لله على مراتب ودرجات ، فأعلاهم منزلة هم أولو الإيمان والمعرفة بمعاني أسمائه الحسنى وصفاته العليا سبحانه ، وذلك حين يقومون لله بها في السر والإعلان ، فكلما كان العبد أتم إيمانا ومعرفة بصفات الله عزوجل كان أشد خشية له وأقرب إليه زلفى وأعظم عنده جاها ومنزلة.
* * *
وأخص أهل الذكر بالرحمن أع |
|
لمهم بها هم صفوة الرحمن |
وكذاك كان محمد وأبوه اب |
|
راهيم والمولود من عمران |
وكذاك نوح وابن مريم عندنا |
|
هم خير خلق الله من إنسان |
لمعارف حصلت لهم بصفاته |
|
لم يؤتها أحد من الإنسان |
وهم أولو العزم الذين بسورة الأ |
|
حزاب والشورى أتوا ببيان |
وكذلك القرآن مملوء من الأ |
|
وصاف وهي القصد بالقرآن |
ليصير معروفا لنا بصفاته |
|
ويصير مذكورا لنا بجنان |
ولسان أيضا مع محبتنا له |
|
فلأجل ذا الاثبات في الإيمان |
مثل الأساس من البناء فمن يرم |
|
هدم الأساس فكيف بالبنيان |
والله ما قام البناء لدين رس |
|
ل الله بالتعطيل للديّان |