ما قام إلا بالصفات مفصلا |
|
إثباتها تفصيل ذي عرفان |
فهي الأساس لديننا ولكل دي |
|
ن قبله من سائر الأديان |
الشرح : وأكثر الذاكرين اختصاصا بالرحمن جل شأنه وأقربهم إليه منزلة هم أعلمهم بصفاته ، فهم خيرة الله وصفوته من عباده ، ولهذا كان أولو العزم من الرسل وهم الخليلان محمد وابراهيم ، وموسى بن عمران الكليم ، وعيسى ونوح عليهم جميعا أزكى الصلوات وأتم التسليم هم أفضل البشر على الإطلاق لأنهم أوتوا من العلم بصفات الله تعالى ما لم يؤته أحد غيرهم. وهم كذلك متفاوتون فيما بينهم بأكملهم الخليلان محمد وابراهيم ، ثم موسى ، ثم عيسى ، ثم نوح ، فهم في الفضل على هذا الترتيب ، وهم أولو العزم الذين ذكرهم الله عزوجل في سورتي الأحزاب والشورى كما سبق بيانه.
والقرآن كذلك مملوء من ذكر صفات الرب وأسمائه حتى لا تكاد تخلو من ذلك سورة من سوره ، بل هي المقصود الأول من إنزال القرآن ، فإن أعظم غايات الدين أن يعرف العباد ربهم بما له من الأسماء والصفات ، وأن يذكروه بها ذكرا يواطئ القلب فيه اللسان فيصير مذكورا لهم بقلوبهم وألسنتهم مع شدة محبتهم وتعظيمهم له. ولأجل هذا كان إثبات الصفات للإيمان كالأساس للبناء ، فمن يقصد هدم الأساس بنفي الصفات لم يتم له بناء وكان فؤاده من الدين هواء.
فو الله ما قام لله في أرضه دين بعث به رسول على أساس من الجحد والتعطيل بل ما قامت الأديان والرسالات كلها إلا على إثبات الصفات بالتفصيل فهي الأساس لديننا ، ولكل دين قبله من لدن أول الرسل نوح عليهالسلام.
* * *
وكذاك زندقة العباد أساسها الت |
|
عطيل يشهد ذا أولو العرفان |
والله ما في الأرض زندقة بدت |
|
إلا من التعطيل والنكران |
والله ما في الأرض زندقة بدت |
|
من جانب الإثبات والقرآن |