وما أضل الناس في الماضي والحاضر الا اغترارهم بنسبة الأقوال والآراء الى من زعموا لهم إمامة في الدين أو مشيخة في العلم أو رئاسة في المذهب فأخذوا بأقوالهم من غير روية ولا تمحيص ، ومن غير أن يتبينوا ان كانت موافقة لقول المعصوم صلوات الله وسلامه عليه أو مخالفة له ، بل بلغ الأمر بالمتأخرين من أتباع المذاهب أن قدموا أقوال أئمتهم على الأحاديث الصحيحة ، فلو جئتهم بألف دليل بأن كلام امامهم في خلاف الحق ما قبلوه منك ، نعوذ بالله من الخذلان. وأما ان أشكل علينا الأمر ولم ندر ان كانت أقوال الناس موافقة لقوله عليه الصلاة والسلام أو مخالفة توقفنا فيها ، فلا نقبلها ولا نرفضها ، ولا نجزم بصحتها ولا بخطئها حيث أعوزنا الدليل.
هذا هو المنهج المستقيم الذي يجب أن يسير عليه كل طالب للحق ، وهو الذي ندين الله به في كل وقت وحين ، فهو صلوات الله عليه وسلامه المطاع الذي فرض الله علينا طاعته ، وأمره عندنا مقدم على كل أمر ، حتى على أمر الحكام والسلاطين.
وهو كذلك المقدم عندنا في المحبة على كل ما تحبه النفس من الأهلين والأزواج والأولاد ، فلا يكمل ايمان أحد حتى يكون هو أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين.
بل لا يكمل ايمان أحد حتى يكون أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه ، كما