بطريق العقل والنقل والفطرة ويرد على نفاتها ، وينكر تأويل الاستواء بالاستيلاء ، ومن يقرأ كتابيه المشهورين (الآبانة) و (مقالات الاسلاميين) لا يشك في أنه كان من المثبتين.
* * *
هذا ونحن فتاركو الآراء |
|
للنقل الصحيح ومحكم الفرقان |
لكنكم بالعكس قد صرحتم |
|
ووضعتم القانون ذا البهتان |
والنفي عندكم على التفصيل وال |
|
إثبات إجمالا بلا نكران |
والمثبتون طريقهم نفي على وال |
|
إجمال والتفصيل بالتبيان |
فتدبروا القرآن مع من منكما؟ |
|
وشهادة المبعوث بالقرآن |
وعرضتم قول الرسول على الذي |
|
قال الشيوخ ومحكم الفرقان |
فالمحكم النص الموافق قولهم |
|
لا يقبل التأويل في الأذهان |
لكنما النص المخالف قولهم |
|
متشابه متأول بمعان |
واذا تأدبتم تقولوا مشكل |
|
أفواضح يا قوم رأى فلان |
والله لو كان الموافق لم يكن |
|
متشابها متأولا بلسان |
الشرح : والفرق بيننا وبينكم كذلك أننا نترك آراء الناس وأقوالهم اذا كانت مخالفة للحديث الصحيح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أو للمحكم الصريح من كتاب الله عزوجل ، وأما أنتم فقد صرحتم بعكس ذلك تماما ووضعتم في ذلك قانونا جائرا ظالما ، وهو أنه اذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم حكم العقل لأنه قطعي عندكم بخلاف النقل فانه لا يفيد الا الظن.
وأنتم كذلك تتوسعون في صفات السلب فتذكرونها على التفصيل وتزعمون ذلك مبالغة في التنزيه ، مع أن النفى الصرف لا مدح فيه ، وأما صفات الاثبات فتذكرونها اجمالا. وأما نحن فطريقتنا عكس ذلك ، نقتصر في النفى على ما نفاه الله ورسوله ، ونتوسع في الاثبات فنثبت كل ما أثبته الله ورسوله ، وهذه هي طريقة الكتاب والسنة ، اجمال في النفى وتفصيل في الاثبات ، فتدبروهما ان كنتم