ينبغي لهم من النظر الذي هو خاصة الإنسان ، وأما تكفيرهم ففيه لأهل السنة قولان ، ولكن المؤلف اختار الوقف في شأنهم ، فهو لا يصفهم بكفر ولا إيمان فكل بواطنهم إلى الله العليم بالسر والإعلان ، ويحكم عليهم بما يظهر منهم جهرة بلا كتمان ، ونعلم أنهم مستوجبون للعقاب قطعا لما ارتكبوه في حق المثبتين الموحدين من بغي وعدوان.
* * *
هبكم عذرتم بالجهالة أنكم |
|
لن تعذروا بالظلم والطغيان |
والطعن في قول الرسول ودينه |
|
وشهادة بالزور والبهتان |
وكذلك استحلال قتل مخالفي |
|
كم قتل ذي الإشراك والعدوان |
إن الخوارج ما أحلوا قتلهم |
|
إلا لما ارتكبوا من العصيان |
وسمعتم قول الرسول وحكمه |
|
فيهم وذلك واضح التبيان |
لكنكم أنتم أبحتم قتلهم |
|
بوفاق سنته مع القرآن |
والله ما زادوا النقير عليهما |
|
لكن بتقرير مع الإيمان |
فبحق من قد خصكم بالعلم والت |
|
حقيق والإنصاف والعرفان |
أنتم أحق أم الخوارج بالذي |
|
قال الرسول فأوضحوا ببيان |
هم يقتلون لعابد الرحمن بل |
|
يدعون أهل عبادة الأوثان |
هذا وليسوا أهل تعطيل ولا |
|
عزل النصوص الحق بالبرهان |
الشرح : فإذا فرض أنا عذرناكم بجهلكم أيها الجهلة المقلدون فكيف نعذركم بما ارتكبتم في حق أهل الاثبات من ظلم وطغيان ، وما اجترأتم عليه من الطعن في أحاديث الرسول صلىاللهعليهوسلم ودينه ، ومن شهادتكم على خصومكم بالزور والبهتان ، وما استحللتموه من سفك دماء مخالفيكم ، كما يستحل دماء المشركين عبدة الأوثان.
وإن الخوارج وما أباحوا قتل خصومهم إلا لأنهم في نظرهم صاروا كفارا بما ارتكبوا من العصيان ، ومع ذلك فقد سمعتم ما قاله الرسول صلىاللهعليهوسلم من شأن