الخوارج حيث قال «يمرقون في الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم».
وسمعتم كذلك حكمه فيهم حيث قال لأصحابه : «إذا لقيتموهم فاقتلوهم قتل عاد ، وهم شر قتلى تحت أديم السماء وخير قتلى من قتلوه ، وأنهم كلاب النار».
ولكنكم أنتم أبحتم قتل خصومكم بسبب موافقتهم للقرآن والسنة ، وو الله ما زادوا على ما فيهما نقيرا ، إلا أنهم آمنوا به وقرروه تقريرا.
فنسألكم بحق من أعطاكم ما تزعمون لأنفسكم من العلم والتحقيق والإنصاف والعرفان ، أأنتم أم الخوارج بالذي قاله الرسول وحكم به في شأنهم؟ وضحوا لنا ذلك.
فإنهم بقتلهم عباد الرحمن من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ويسمونهم كفارا كما يسمى عبدة الأوثان ، مع أنهم ليسوا مثلكم أهل تعطيل وجحد ونكران ، ولا عزل للنصوص الثابتة بما تزعمونه من البرهان.
* * *
فصل
والآخرون فأهل عجز عن بلو |
|
غ الحق مع قصد ومع إيمان |
بالله ثم رسوله ولقائه |
|
وهم إذا ميزتهم ضربان |
قوم دهاهم حسن ظنهم بما |
|
قالته أشياخ ذوو أسنان |
وديانة في الناس لم يجدوا سوى |
|
أقوالهم فرضوا بها بأمان |
لو يقدرون على الهدى لم يرتضوا |
|
بدلا به من قائل البهتان |
فأولاء معذورون إن لم يظلموا |
|
ويكفروا بالجهل والعدوان |
والآخرون فطالبوا الحق ل |
|
كن صدهم عن علمه شيئان |