الله شيئا ، بل لا ينفعكم هناك إلا استمساككم بما جاء به الوحيان من الكتاب والسنة ، ولا يخلصكم من ضيق النار وظلمتها وحرها ولظاها إلا أخذكم بالحديث ومحكم القرآن ، فإن أهل الحديث والقرآن هم الناس على الحقيقة ، وأما غيرهم من البشر فهم معدودون من جملة الحيوان.
* * *
ولسوف تذكر بر ذي الإيمان عن |
|
قرب وتقرع ناجذ الندمان |
رفعوا به رأسا ولم يرفع به |
|
أهل الكلام ومنطق اليونان |
فهم كما قال الرسول ممثلا |
|
بالماء مهبطه على القيعان |
لا الماء تمسكه ولا كلأ بها |
|
يرعاه ذو كبد من الحيوان |
هذا إذا لم يحرق الزرع الذي |
|
بجوارها بالنار أو بدخان |
والجاهلون بذا وهذا هم زوا |
|
ن الزرع أي والله شر زوان |
وهم لدى غرس الإله كمثل غر |
|
س الدلب بين مغارس الرمان |
يمتص ماء الزرع مع تضييقه |
|
أبدا عليه وليس ذا قنوان |
ذا حالهم مع حال أهل العلم أن |
|
صار الرسول فوارس الإيمان |
فعليه من قبل الإله تحية |
|
والله يبقيه مدى الأزمان |
المفردات : زوان الزرع بتثليث الزاي : أي زينته. الدلب : بضم الدال شجر عظيم عريض الورق لا زهر له ولا ثمر. القنوان جمع قنو وهو العذق وهو من النخل كالعنقود من العنب.
الشرح : ولسوف تذكر هناك بعد أن تفارق ما أنت فيه من طيبات الحياة ومتعها قريبا بر أهل الإيمان واجتهادهم في النصيحة لك ، وتقرع أسنانك ندما على أنك لم تكن تبعتهم فيما دعوك إليه من الاحتفاء بالوحي الذي رفعوا به رأسا ، وجعلوه لدينهم أسا بخلاف أهل الكلام وأصحاب منطق اليونان ، فإنهم لم يرفعوا بذلك رأسا ، ولم يقبلوا هدى الله الذي جاء به نبيه صلىاللهعليهوسلم ، وقد ضرب