السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) [يونس : ٣].
فإنه إذا كان بذاته خلق السموات والأرض ، فيجب أن يكون أيضا بذاته استوى ، فإن ضمير فعل الاستواء يعود للذات المذكورة ، كما يعود إليها ضمير فعل الخلق بلا فارق أصلا ، فهو ربنا ، هو خالق ، هو مستو ، كل ذلك بذاته ، فهي جميعا سواء.
* * *
والله أكبر ذو العلو المطلق ال |
|
معلوم بالفطرات والإيمان |
فعلوه من كل وجه ثابت |
|
فالله أكبر جلّ ذو السلطان |
والله أكبر من رقا فوق الطبا |
|
ق رسوله فدنا من الديان |
وإليه قد صعد الرسول حقيقة |
|
لا تنكروا المعراج بالبهتان |
ودنا من الجبار جل جلاله |
|
ودنا إليه الرب ذو الإحسان |
والله قد أحصى الذي قد قلتم |
|
في ذلك المعراج بالميزان |
قلتم خيالا أو أكاذيبا أو ال |
|
معراج لم يحصل إلى الرحمن |
إذا كان ما فوق السموات العلى |
|
رب إليه منتهى الإنسان |
الشرح : والله أكبر فهو صاحب العلو المطلق المعلوم ثبوته له بالفطرة ، فقد فطر عباده سبحانه على رفع الأيدي والأبصار إلى السماء عند الدعاء ، والمعلوم ثبوته له بالآيات والأحاديث الصحيحة ، قال تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى : ١](وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سبأ : ٢٣] فالثابت له سبحانه هو العلو المطلق من كل وجه ، علو الذات وعلو القدر وعلو القهر.
والله أكبر فهو الذي رقا إليه عبده ورسوله محمد صلىاللهعليهوسلم فوق السموات السبع حتى وصل إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام ، وكان من ربه قاب قوسين أو أدنى.
والمعراج ثابت بالأحاديث الصحيحة البالغة حد التواتر ، وهو عروج حقيقي