بالجسد والروح ، في اليقظة لا في النوم ، وهو عروج إلى الله لا إلى غيره ، فلا تنكروا ذلك كله يا أمة البهتان.
وقد دنا الرسول من الجبار جل جلاله ، كما دنا إليه ربه ذو الفضل والإحسان ولكنكم لا تؤمنون بذلك كله ، وتقولون في المعراج أقوالا أحصاها الله عليكم ليوفيكم حسابها ، فمنكم من زعم أنها خيال ، ومنكم من كذب به وأنكره ، ومنكم من أثبته لكن قال : إن العروج لم يكن إلى الله ، بل إلى محل سلطانه ورحمته ، إذ ليس عنده فوق السماء رب ينتهي إليه الإنسان.
* * *
والله أكبر من أشار رسوله |
|
حقا إليه بإصبع وبنان |
في مجمع الحج العظيم بموقف |
|
دون المعرف موقف الغفران |
من قال منكم من أشار بإصبع |
|
قطعت فعند الله يجتمعان |
والله أكبر ظاهر ما فوقه |
|
شيء وشأن الله أعظم شان |
والله أكبر عرشه وسع السما |
|
والأرض والكرسي ذا الأركان |
وكذلك الكرسي قد وسع الطبا |
|
ق السبع والأرضين بالبرهان |
والرب فوق العرش والكرسي لا |
|
يخفى عليه خواطر الإنسان |
لا تحصروه في مكان إذ تقو |
|
لوا ربنا حقا بكل مكان |
نزهتموه بجهلكم عن عرشه |
|
وحصرتموه في مكان ثان |
لا تقدموه بقول داخل |
|
فينا ولا هو خارج الأكوان |
الله أكبر هتكت استاركم |
|
وبدت لمن كانت له عينان |
الشرح : والله أكبر فهو الذي أشار إليه رسوله صلىاللهعليهوسلم بإصبعه في أعظم مشهد شهده المسلمون مع نبيهم في حجة الوداع بعرفة ، حيث خطبهم خطبته الجامعة المشهورة ، وكان أثناء الخطبة يقول لهم : ألا هل بلغت. ويشير بإصبعه إلى السماء ثم ينكتها إليهم قائلا : اللهم أشهد. فمن حكم منكم على من أشار بإصبعه إلى