كل حاجات هؤلاء الشفعاء إنما هي إليه لا إلى غيره من ملك أو إنسان.
* * *
وله الشفاعة كلها وهو الذي |
|
في ذاك يأذن للشفيع الداني |
لمن ارتضى ممن يوحده ولم |
|
يشرك به شيئا لما قد جاء في القرآن |
سبقت شفاعته إليه فهو مش |
|
فوع إليه وشافع ذو شان |
فلذا أقام الشافعين كرامة |
|
لهم ورحمة صاحب العصيان |
فالكل منه بدا ومرجعه إلي |
|
ه وحده ما من إله ثان |
غلط الألى جعلوا الشفاعة من سوا |
|
ه إليه دون الاذن من رحمن |
هذي شفاعة كل ذي شرك فلا |
|
تعقد عليها يا أخا الإيمان |
والله في القرآن أبطلها فلا |
|
تعدل عن الآثار والقرآن |
الشرح : والشفاعة كلها لله كما قال سبحانه : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً) [الزمر : ٤٤] فهو سبحانه الذي يأذن في الشفاعة لمن يشاء من خيار خلقه من الملائكة والرسل والأنبياء والصديقين والشهداء ، فلا يشفع من هؤلاء أحد عنده إلا بإذنه ولا يشفعون إلا لمن ارتضاه من خلقه ممن مات على التوحيد فلم يشرك بالله شيئا ، فالشفاعة التي أثبتها الله في كتابه هي تلك الشفاعة المقيدة بالاذن من المشفوع عنده سبحانه والرضى منه عن المشفوع فيه واختاره لمن يكرمه بمنصب الشفاعة ، فهو سبحانه يقيم الشافعين تكريما لهم ورحمة بأصحاب الذنوب ، فالشفاعة مرجعها إليه سبحانه أولا وآخر ، ليس لأحد شركة معه في شيء منها ، إذ ليس معه إله غيره.
وأما الشفاعة التي يدعيها المشركون لآلهتهم والنصارى لقسيسيهم ورهبانهم ، وهي التي تقع بغير إذن منه سبحانه ، وتنال كل أحد رضيه أم لم يرضه. فلا يجوز لمؤمن ان يعتقدها ولا ان يعول عليها ، فهي الشفاعة التي أبطلها القرآن الكريم ، كما في قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) [البقرة : ٤٨] وقوله : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ