له واعتقاد أحديته ، وكل من يدعي من دون الله من لدن عرشه إلى فرشه فهو باطل في نفسه ، لأنه قد جعل إلها معه وهو لا يستحق من الإلهية شيئا. وكذلك دعاء عابديه له من أبطل الباطل وأضل الضلالة.
فثبت أنه سبحانه له وحده الولاية كلها ، ولاية الذل والضراعة ، فليس لنا من وال يلي أمورنا غيره في الوجود كله ، بل هو وحده الولي الذي نتولاه عبادة وذلا ، فإذا تولاه عبده من دون جميع خلقه تولاه الله سبحانه وكان له نعم المولى ونعم النصير ، أما إذا تولى غيره ورضي بتلك الولاية للمخلوق ، ولاه الله ما تولى لهوانه عليه في هذه الحياة الدنيا وبعد مماته ، وكذلك في معاده عند قيامة الأبدان ، حيث ينادي سبحانه عباده بنداء يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب يقول : «من كان يعبد إلها فليتبع» كما ورد في الحديث.
* * *
يا من يريد ولاية الرحمن دو |
|
ن ولاية الشيطان والأوثان |
فارق جميع الناس في إشراكهم |
|
حتى تنال ولاية الرحمن |
يكفيك من وسع الخلائق رحمة |
|
وكفاية ذو الفضل والإحسان |
يكفيك من لم تخل من إحسانه |
|
في طرفة تتقلب الأجفان |
يكفيك رب لم تزل ألطافه |
|
تأتي أليك برحمة وحنان |
يكفيك رب لم تزل في ستره |
|
ويراك حين تجيء بالعصيان |
يكفيك رب لم تزل في حفظه |
|
ووقاية منه مدى الأزمان |
يكفيك رب لم تزل في فضله |
|
متقلبا في السر والإعلان |
الشرح : يوصي المؤلف من يريد ان يظفر بولاية الرحمن سبحانه وينجو من ولاية الشيطان والأوثان أن يفارق جميع الناس فيما يقعون فيه من ألوان الشرك وصوره ، من تعظيم غير الله ومحبته واتخاذه ندا مع الله يدعوه ويرغب إليه ويتقرب إليه بأنواع القربات ، فإن ولاية الله لا تنال إلا بتوحيده وإخلاص الدين له ، والله سبحانه فيه كل الكفاية لعبده ، بحيث لا يحتاج معه إلى غيره ، فهو الذي