شمل الخلائق كلهم برحمته ووسعهم فضله وإحسانه ، وهو الذي لم ينقطع إحسانه عن عبده طرفة عين ، بل هو دائم الإحسان وقديمه ، وهو الذي لم تزل ألطافه تتوارد على عبده رحمة وحنانا ، وهو الذي لم يزل يضع ستره على عبده وهو مقيم على معصيته ، وهو الذي لم يزل عبده في حفظه وكلاءته ووقايته طول عمره وهو لم يزل عبده متقلبا في فضله في سره وعلانيته.
فرب هذا شأنه أليس يكفي عبده حتى يدعو معه غيره وينزل حاجاته بباب من سواه.
* * *
يدعوه أهل الأرض مع أهل السما |
|
ء فكل يوم ربنا في شان |
وهو الكفيل بكل ما يدعونه |
|
لا يعتري جدواه من نقصان |
فتوسط الشفعاء والشركاء والظ |
|
هراء أمر بيّن البطلان |
ما فيه إلا محض تشبيه لهم |
|
بالله وهو فأقبح البهتان |
مع قصدهم تعظيمه سبحانه |
|
ما عطلوا الأوصاف للرحمن |
لكن أخو التعطيل ليس لديه |
|
إلا النفي أين النفي من إيمان |
والقلب ليس يقرّ إلا بالتعب |
|
د فهو يدعوه إلى الأكوان |
فترى المعطل دائما في حيرة |
|
متنقلا في هذه الأعيان |
يدعو إلها ثم يدعو غيره |
|
ذا شأنه أبدا مدى الأزمان |
ونرى الموحد دائما متنقلا |
|
بمنازل الطاعات والإحسان |
ما زال ينزل في الوفاء منازلا |
|
وهي الطريق له إلى الرحمن |
لكنما معبوده هو واحد |
|
ما عنده ربان معبودان |
الشرح : فهو سبحانه يدعوه أهل سمائه وأهل أرضه ، لا تغلطه المسائل ولا يشغله شأن عن شأن ولا يتبرم بإلحاح السائلين ، وهو الضامن لعباده بإعطائهم كل ما يسألونه إياه من غير ان ينقص ما عنده ، بل يمينه سبحانه ملأى لا تغيضها نفقة ، ولو أن عباده كلهم قاموا في صعيد واحد فسألوه فأعطى كل واحد