الذي هو أعلى الخلق منزلة ، فهي خالصة له من دون الناس فضلا من الله عزوجل على حبيبه وأكرم خلقه.
روى مسلم في صحيحه من حديث عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليّ ، فإن من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا ، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون هو».
* * *
ولقد أتى في سورة الرحمن تف |
|
صيل الجنان مفصلا ببيان |
هي أربع ثنتان فاضلتان ثم |
|
يليهما ثنتان مفضولان |
فالأوليان الفضليان لأوجه |
|
عشر ويعسر نظمها بوزان |
واذا تأملت السياق وجدتها |
|
فيه تلوح لمن له عينان |
الشرح : ولقد أتى في سورة الرحمن تفصيل للجنان في غاية البيان ، فذكر الآيات أنها أربع جنان ، منها جنتان فاضلتان ، وهما المذكورتان في قوله تعالى : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ذَواتا أَفْنانٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ) [٤٦ ، ٥٨] فهاتان الجنتان قد فضلتا على الأخريين بعشرة أوجه يصعب ذكرها في النظم ، ولكنها لا تخفى على المتأمل في سياق الآيات ، وهاتان الجنتان هما المخصوصتان بالمقربين. وأما الأخريان المفضولتان فهما لأصحاب اليمين ، فالأوليان من ذهب والثانيتان من فضة.
* * *