سبحان من غرست يداه جنه ال |
|
فردوس عند تكامل البنيان |
ويداه أيضا أتقنت لبنائها |
|
فتبارك الرحمن أعظم بان |
هي في الجنان كآدم وكلاهما |
|
تفضيله من أجل هذا الشأن |
لكنما الجهميّ ليس لديه من |
|
ذا الفضل شيء فهو ذو نكران |
ولد عقوق عق والده ولم |
|
يثبت بذا فضلا على شيطان |
فكلاهما تأثير قدرته وتأ |
|
ثير المشيئة ليس ثم يدان |
آلاهما أو نعمتاه وخلقه |
|
كل بنعمة ربه المنان |
الشرح : ورد في بعض الآثار أن الله عزوجل غرس الفردوس بيده بعد أن تم بناؤها ، وأنه سبحانه بناها فأحسن البناء وجعلها في غاية الجمال والبهاء ، فقد روى الحسن بن سفيان عن أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله بنى الفردوس بيده وحظرها على كل مشرك وكل مدمن خمر ومتكبر».
وروى الدارمي من حديث عبد الله بن الحارث قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خلق الله ثلاثة أشياء بيده : خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس الفردوس بيده ، ثم قال : وعزتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر ولا الديوث» قال ابن القيم : المحفوظ أنه موقوف. وذكر الحاكم عن مجاهد قال : «إن الله تعالى غرس جنات عدن بيده ، فلما تكاملت أغلقت ، فهي تفتح في كل سحر فينظر الله إليها فتقول قد أفلح المؤمنون».
وبهذا فضلت جنة عدن على سائر الجنات ، كما فضل به آدم على سائر البشر ، لكن الجهمي الذي ينكر أن يكون لله يد يخلق بها ما يشاء لا يعترف بهذا الفضل لأبيه آدم ، بل ينكره غاية الإنكار ، فهو ولد عاق يجحد فضل أبيه وخصوصيته ويرى أنه لا فضل له على الشيطان ، لأن كلا منهما مخلوق بقدرة الله ومشيئته ، وليس هناك يد أن امتاز آدم على غيره بأنه خلق بهما ، بل يفسر اليدين بالقدرة أو النعمة أو نحوهما ، ولو تأمل الجهمي قوله تعالى لإبليس حين امتنع من السجود لآدم عليهالسلام : (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) [ص : ٧٥]