والحافظات الغيب منهن التي |
|
قد أصبحت فردا من النسوان |
فانظر مصارع من يليك ومن خلا |
|
من قبل من شيب ومن شبان |
وارغب بعقلك أن تبيع العالي ال |
|
باقي بذا الأدنى الذي هو فان |
إن كان قد أعياك خود مثل ما |
|
تبغي ولم تظفر إلى ذا الآن |
فاخطب من الرحمن خودا ثم قد |
|
م مهرها ما دمت ذا إمكان |
ذاك النكاح عليك أيسر أن يكن |
|
لك نسبة للعلم والإيمان |
والله لم تخرج إلى الدنيا للذ |
|
ة عيشها أو للحطام الفاني |
لكن خرجت لكي تعد الزاد لل |
|
أخرى فجئت بأقبح الخسران |
أهملت جمع الزاد حتى فات بل |
|
فات الذي ألهاك عن ذا الشأن |
والله لو أنّ القلوب سليمة |
|
لتقطعت أسفا من الحرمان |
لكنها سكرى بحب حياتها الد |
|
نيا وسوف تفيق بعد زمان |
الشرح : أما من رزقت منهن حظا من جمال الوجه ورشاقة القد وسحر العيون فقد غرها جمالها فراحت تبيعه في سوق الدعارة والفتون ، فسرعان ما تقع في أحابيل المعجبين بها ، فتتخذ منهم أخدانا تبيح لهم من نفسها ما حرم الله ، فتهدر شرفها وتخون بعلها وتغضب ربها ، وتعيش مطية للشيطان ، والقانتات الصالحات الحافظات للغيب منهن اللاتي يرعين أزواجهن في غيبتهم ، فلا يتعرضن لأحد بفتنة ولا يأذن لأحد أن يطأ فراشهن ولا أن يدخل عليهن ، فانهن في غاية الندرة والقلة ، وإن شئت أن تعرف مكايد هؤلاء النساء وما وقع بسببهن في الدنيا من شر وبلاء فاعتبر بمصارع من حولك وانظر في مصائر من خلا قبلك من الشيب والشبان والكبار والصغار.
وإذا كنت ذا عقل سليم وإدراك كامل فكيف يليق بك أن تبيع العالي بالسافل وأن تستبدل العاجل الفاني بالذي هو خير وابقى وأهنأ وأصفى ، إن ذلك لا يقدم عليه إلا ذو عقل مدخول وبصيرة مغلولة وإيمان مهزول ، وإن كنت لا تزال عزبا لم تنكح النساء ولم تجد من ترغب فيها من ذوات الجمال والعفة والدين والخلق فما عليك إلا أن تصبر عنهن بقية عمرك وأن تيمم وجهك شطر