ساطعا فيسألون عنه فيقال لهم : هذا ضوء انبعث من ثغر حوراء ضحكت لزوجها في أعلى الجنان ، فطوبى للاثم ذلك الثغر ومقبله ، ففي تقبيله تحقيق كل المنى. روى علقمة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «سطع نور في الجنة فرفعوا أبصارهم فإذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها».
وهي أيضا طرية الجسم بضّته ، تكاد تتفجر شبابا وصحة وامتلاء ، يجري ماء الشباب في جسمها الممشوق فيزيده لينا وطراوة وحسنا ، فهي بيضاء باكرها النعيم وجرى ماؤه في غصنها الناعم الرخيم ، فحمل من كل الثمار ففيه ما شئت من ورد على الخدود وتفاح على الجبين ورمان في الصدور ، فتعالى الله غارس ذلك البستان الذي أودعه من كل ما تشتهيه النفس وتلذه العينان.
* * *
والقد منها كالقضيب اللدن في |
|
حسن القوام كأوسط القضبان |
في مغرس كالعاج تحسب انه |
|
عالي النقا أو واحد الكثبان |
لا الظهر يلحقها وليس ثديها |
|
بلواحق للبطن أو بدوان |
لكنهن كواعب ونواهد |
|
فثديهن كألطف الرمان |
والجيد ذو طول وحسن في بيا |
|
ض واعتدال ليس ذا نكران |
يشكو الحليّ بعاده فله مدى ال |
|
أيام وسواس من الهجران |
والمعصمان فان تشأ شبههما |
|
بسبيكتين عليهما كفان |
كالزبد لينا في نعومة ملمس |
|
أصداف در دورت بوزان |
والصدر متسع على بطن لها |
|
حفت به خصران ذات ثمان |
وعليه أحسن سرة هي مجمع ال |
|
خصرين قد غارت من الأعكان |
حق من العاج استدار وحوله |
|
حبات مسك جل ذو الاتقان |
الشرح : وأما قدها فكالغصن الرطيب في حسن القوام واعتداله ، فلم يشنه قصر ولا طول ، وهذا القد الممشوق والقوام المعتدل قد قام على عجيزة بيضاء كالعاج ثقيلة ممتلئة كأنها كثيب من الرمل ، فليس الظهر بلاحق لها ، بل هي