متميزة منفصلة عنه ، وكذلك ثدياها قد بعدا عن بطنها فليسا بلا صقين فيه ولا بقريبين منه بل نساء الجنة كلهن كواعب ونواهد ، قد كعبت أثداؤهن ونهدت ، أي تمت استدارتها وبرزت وارتفعت ، فصارت كفحول الرومان الجيدة.
وأما أعناقهن فذو طول وجمال في بياض واعتدال ، فهن مثل كئوس الفضة حتى أن الحلى وهو على الصدر يشكو من بعد جيدها ، فهو دائما من هذا الهجر في هم وقلق.
وأما المعصمان فإن شئت فشبههما بسبيكتين اتخذنا من خالص الفضة قد ركب فيهما كفان ألين من الزبد مجسا ، وأنعم من الحرير ملمسا ، فكأنهما أصداف در قد دور على قدره.
وأما الصدر فرحيب متسع فوق بطنها يحف به من الجانبين خصران دقيقان يشكلان حرف الثماني ، وعلى البطن سرة هي أجمل السرر يلتقي عندها الخصران ، وهذه السرة في بياضها واستدارتها وشدة غورها تشبه حقا من العاج مستديرا ، وحوله حبات مسك أسود فجل ربنا الذي خلقها على هذه الصورة من الإبداع والإتقان.
* * *
وإذا انحدرت رأيت امرا هائلا |
|
ما للصفات عليه من سلطان |
لا الحيض يغشاه ولا بول ولا |
|
شيء من الآفات في النسوان |
فخذان قد جفا به حرسا له |
|
فجنابه في عزة وصيان |
قاما بخدمته هو السلطان بي |
|
نهما وحق طاعة السلطان |
وهو المطاع أميره لا ينثني |
|
عنه ولا هو عنده بجبان |
وجماعها فهو الشفاء لصبها |
|
فالصبّ منه ليس بالضجران |
وإذا يجامعها تعود كما أتت |
|
بكرا بغير دم ولا نقصان |
فهو الشهي وعضوه لا ينثنى |
|
جاء الحديث بذا بلا نكران |
ولقد روينا أن شغلهم الذي |
|
قد جاء في يس دون بيان |