وكلاهما يسبى العقول بنغمة |
|
زادت على الأوتار والعيدان |
وهي العروب بشكلها وبدرها |
|
وتحبب للزوج كل أوان |
وهي التي عند الجماع تزيد في |
|
حركاتها للعين والأذنان |
لطفا وحسن تبعل وتغنج |
|
وتحبب تفسير ذي العرفان |
تلك الحلاوة والملاحة أوجبا |
|
اطلاق هذا اللفظ وضع لسان |
فملاحة التصوير قبل غناجها |
|
هي أول وهي المحل الثاني |
فإذا هما اجتمعا لصب وامق |
|
بلغت به اللذات كل مكان |
الشرح : يعني أن قدمي هذه الحوراء كالفضة في بياضها ، وقد ركب من فوقها ساقان في غاية البياض والصفاء والالتفات ، فهي أجمل السوق ، وقد بلغ من صفائها أن مخ عظامها يرى من وراء الثياب واللحوم.
وأما ريحها فنوافج المسك يفوح أريجه من فمها وثيابها حتى يتضوع به المكان من حولها وأما جسمها فأشد نعومة من الحرير لا يرى به آثار خشونة ولا تشقق ولا يبوسة وأما اللون فهو كما قال الله تعالى : (كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ) [الرحمن : ٥٨] والمراد كما قال الحسن وغيره صفاء الياقوت في بياض المرجان ، شبههن في صفاء اللون وبياضه بالياقوت والمرجان.
وأما كلامها فيسلب اللب بحسن أنغامه وجمال تطريبه الذي يفوق كل لحن تنطق به آلات الغناء ، وهي عروب بشكلها ، فهي أحسن شيء صورة وبحسن عشرتها ، فهي دائما متحببة إلى زوجها مطيعة له ، وبحسن مواقعتها وملاطفتها لزوجها عند الجماع ، حيث تزيد في حركات عينها وآذانها ، وبالجملة فهي جامعة لكل صفات العروب من اللطف والرقة وحسن التبعل للزوج والتغنج له والتحبب إليه فكمال لذة الرجل بها بأمرين : أولهما ملاحة صورتها والثاني غناجها وحسن مودتها فإذا هما اجتمعا للعاشق الولهان بلغ من اللذة أرفع مكان.
* * *