الشرح : يعني أن الرجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة من أقوى أهل الدنيا في الجماع ، وليس المراد أن قوته هو تضاعف مائة ضعف ، إذ يكون هو ضعيف البنية في الدنيا ، ويكون هناك من هو أقوى منه ولكنه أنقص منه في الأعمال والإيمان والإحسان ، فيلزم أن يكون الأدنى أقدر على الجماع من الأعلى. ولقد روى الطبراني في معجمه من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : «قيل يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة؟ فقال : إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء» قال محمد بن عبد الواحد المقدسي : ورجال هذا الحديث عندي على شرط الصحيح.
وقد حصل هنا اشكال ، وهو أنه لم يرد في الأحاديث الصحيحة زيادة على زوجتين لكل واحد ، فلو صح حديث الطبراني لتعين الجمع بينه وبين ما في هذه الأحاديث بأن يقال أن أهل الجنة متفاوتون في عدد نسائهم بتفاوت درجاتهم ، وبهذا يندفع الأشكال بفضل الله ومنته.
ويستطيع رجل الجنة بقوة المائة التي حصلت له أن يفضي إلى مائة امرأة بلا ضعف ولا فتور. وأقوى أهل الجنة وأقدرهم على الجماع هو أعفهم في هذه الدنيا لزهده في هذا المتاع الحقير والحطام الفاني.
فإذا أردت أن تحظى بتلك المزية فما عليك إلا أن تستعد لما هنالك بحفظ فرجك وغض بصرك وصبرك على مرارة الحرمان ، وهذا أمر جدير بالعاقل أن لا يقصر فيه إذا عرف مقدار التفاوت بين ما هنا وبين ما هناك ، فإن ما هنا من أجمل نساء الدنيا ، لا يعدل ولا قلامة ظفر واحدة من الحور العين. وما ذا هاهنا إلا العراك والشجار وسوء الخلق وفحش الكلام ، مع ما فيهن من النقائص والعيوب ، فالرجل معها في غم دائم وهم لازب لا ينتهي إلا بالطلاق أو الموت. ومن العجيب أن الحال قد تبدل وأصبح الرجال الذين جعلهم الله قوامين على النساء خاضعين لسلطان النساء ، فالله قد جعل النساء عوانيا في أيدي الرجال ، كما قال صلىاللهعليهوسلم في خطبته في حجة الوداع : «ألا فاستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان