ليزول منه أذى الكساد فينفق ال |
|
كلب العقور على ذكور الضان |
فبقاؤه في الناس أعظم محنة |
|
من عسكر يعزى إلى غازان |
هذي بضاعة ضارب في الأرض يب |
|
غي تاجرا يبتاع بالأثمان |
وجد التجار جميعهم قد سافروا |
|
عن هذه البلدان والأوطان |
الا الصعافقة الذين تكلفوا |
|
أن يتجروا فينا بلا أثمان |
فهم الزبون لها فبالله ارحموا |
|
من بيعة من مفلس مديان |
يا رب فارزقها بحقك تاجرا |
|
قد طاف بالآفاق والبلدان |
ما كل منقوش لديه أصفر |
|
ذهبا يراه خالص العقيان |
وكذا الزجاج ودرة الغواص في |
|
تمييزه ما إن هما مثلان |
الشرح : وأما الصنف الرابع فهو رذل خسيس الطبع كالخنزير الذي يتقمم المزابل وإن كان في صورة انسان ناطق ، يتسول القوم ويجري وراءهم كالكلب عسى أن يصيب منهم عظما يفرح به وينهش فيه ، تاركا لهم قطعان اللحم وافرة من عرض المؤلف ، فهم يتمتعون بها رخيصة السعر ، كالميت الذي لا عرض له ولا ثمن. وهذا الصنف من سقط الناس وحشوهم ليس له حيثية ولا قدر ، فلا علم ولا دين ولا سلطة ، ولكنه يبغي الظهور والشهرة ، فإذا هاج الشر وثارت الفتنة تحرك نحوها كما تتحرك الحية ، لينفق سوقه ويزول عنه معرة الكساد ، كما ينفق الكلب العقور هجم على ذكور الضأن. فهذا الصنف وجوده في الناس أعظم بلية وأقسى محنة ، بل هو شر من وجود عسكر التتار ، فهو يضرب في الأرض يبتغي مشتريا لشره وفساده ، فلما وجد التجار جميعا قد رحلوا عن هذه الأوطان ولم يبق فيها إلا هؤلاء المفاليك الذين يتجرون في أعراض أفاضل الناس بلا عوض ولا أثمان ، قدم نفسه زبونا لهم يشتري منهم ويروج لتجارتهم. فيا من يرحم هذه الأعراض واللحمان من أن تباع بيع السماح لعاجز مفلس قد ركبته الديون.
فيا رب ارزقها بتاجر بصير قد جوب الآفاق وطاف بالأمصار حتى اكتسب